سيف بن زايد.. قائد استثنائي على منصة العمل الحكومي

أثمرت رحلة القمة العالمية للحكومات ملامح شخصية برزت كنجم استثنائي، هو الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وتجلت شخصية سموه عبر كلماته التي رافقت أجندة القمة منذ انطلاقتها عام 2013، والتي أسهم من خلالها في رسم ملامح المرحلة الجديدة للعمل الحكومي، ليكون نجماً فوق العادة في هذا الميدان.

وجاء تكريم سموه من قبل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كنموذج مشرّف للتفاني في خدمة الوطن، تقديراً لإسهاماته الكبيرة ولدوره في إنجاح مختلف الفعاليات التي تنظم على مستوى الدولة، ما أسهم في إنجاح معرض «إكسبو 2020 دبي»، في ظل ظروف صحية عالمية غير مسبوقة.

لقد رسم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في جلسات خاصة للقمة العالمية للحكومات، على مدى الدورات التسع الماضية، مشهداً عاماً لمستقبل الإمارات، وما سيشهده من خطط وبرامج تطوير وتحديث، تعزز من مكانة الدولة بين الأمم، ومن حضورها في مؤشرات التنافسية العالمية، وتؤكد رفعة شأنها بين دول العالم المتقدمة.

ورافقت كلمات سموه مسيرة القمة العالمية للحكومات منذ انطلاقتها، لتشكل حافزاً على الارتقاء بمعايير العمل الحكومي، ولتؤكد أن قدرة الحكومات والقادة على التواصل مع مجتمعهم وشعوبهم تشكل عاملاً أساسياً في مسيرة التنمية والتقدم.

ولم تتركز كلمات سموه جميعها في الشأن العام للقمة العالمية، بل ذهب جزء منها لتلخيص تاريخ الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسيها، على مدى عقود مضت، مستشهداً باندماجها وتكاملها مع ثقافات أخرى قديمة وحديثة.

وذهب جزء من كلمات سموه ليعكس تأثره بمآثر الأسلاف السابقين، الذين أوصوا بقراءة التاريخ جيداً.

تجلى ذلك في كلمة لسموه، عام 2014، تحت عنوان «القائد الاستثنائي»، إذ أكد من خلالها أن الرؤية الثاقبة كانت من مناقب المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، قبل 50 عاماً، عندما أدرك أن العالم في تغير.

وكان سموه في كل دورة سنوية للقمة، يستشهد بمقولات لقادة الوطن، مبرهناً على ما خصهم الله به من بُعد نظر، وقدرة على استشراف المستقبل.

ودعا الحضور إلى تأمل كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حين قال إن «الاستثمار الحقيقي هو في الأبناء، وليس في مجال النفط». كما وصف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنه «قائد يعشق التحدي والتجديد»، مقدماً باسم الجميع الشكر والتقدير لهذا العطاء ولهذه القيادة الاستثنائية.

واحتلت المشاهد المصورة والبيانات والمؤشرات والصور الحية لنماذج إماراتية ولقصص مجتمعية ملهمة من أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، حيزاً واسعاً من كلمات سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، خلال مشاركات سموه في القمة.

ومنها عرضه صورة لفتاة التقطت خلال الخمسينات من القرن الماضي، تمتطي ظهر جمل، وتشرب المياه من إبريق وضعه لها والدها، إذ لم يجدا وقتاً كافياً للتوقف، فابتكر الأب وسيلة تساعد ابنته على شرب المياه خلال الطريق.

وقال سموه معلقاً على الصورة: «هذا ما تفعله حكومة الإمارات لشعبها».

وسلط الضوء على مبادرات «أم الإمارات» لدعم الأسرة الإماراتية، وعلى بسالة الشهيد، وشجاعة أم الشهيد على وجه الخصوص.

واستعرض فيلماً قصيراً لإدارة الإمارات أزمة حريق فندق العنوان، ولدور الإمارات في جائحة «كورونا». كما استعان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، بالشابة الإماراتية، ريم النقبي، التي تدرس في اليابان، للحديث عن تجربة إنسانية مهمة باللغة اليابانية، هي تجربة الشعب الياباني، وبنموذج وطني لأفراد من الخدمة الوطنية، وغير ذلك كثير.

وكان سموه طرح محاور وموضوعات ذات صلة مشتركة في جلساته التي يقدمها في كل دورة، لتكون أشبه بمصطلحات علمية تعكس مضامين ورسائل مستقبل قادم، منها محور «الاستثمار في الموارد البشرية» الذي طرحه سموه في قمة 2013 كأساس للمنظومة المؤسسية، باعتبار أن الإنسان هو جوهر التنمية الحقيقي، و«القيادة الاستثنائية» الذي طرحه سموه في قمة 2014، مشيراً من خلاله إلى أن دولة الإمارات حظيت بقادة استثنائيين طوال مراحل التاريخ، ومحور «المواطنة الإيجابية» في قمة 2015، الذي بين من خلاله أن المواطنة الحقيقية هي ممارسة للولاء والاعتناء بالوطن ومصالحه العليا.

وتشكل تلك الطروحات المتكاملة منظومة واحدة، يتحقق من خلالها كثير من المنجزات عند الأمم التي تستشرف مستقبلها وتستعد له، وتؤكد أن مبدأ التكاملية الذي اتخذته الإمارات عقيدة على صعيد الإدارة والممارسة والتخطيط وغيرها، يتغلغل في مختلف أوجه النشاط العام للدولة والمجتمع.

وتناولت كلمة سموه عام 2016، عقيدة التكامل في محور الثقة بالحكومة. وقدمت الدورة الخامسة في قمة 2017 نهجاً جديداً في كلمة سموه، يعزز من قيمة الانتماء إلى الوطن وقيادته. وفي قمة عام 2018، تضمنت كلمة سموه إشارة إلى «أرض الإلهام» عكست قصة الإمارات ورؤية قيادتها التي استطاعت بالعمل الجاد والنظرة المستقبلية تحويل التحديات إلى فرص.

وبينت كلمة سموه في قمة 2019 أبرز المفاصل في «مسيرة الحكمة»، التي تطرقت إلى المبادرات الريادية والدور المعطاء والمشاركة الفكرية في مسيرة 50 عاماً للمؤسسين، ومن سار على نهجهم. وفي قمة عام 2022، التي أقيمت ضمن فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي»، تحدث سموه عن «إمارات اللامستحيل»، مؤكداً أن مسيرة الإمارات تجاوزت تحدي المستحيل، من خلال تمسكها بركائز مهمة من معادلة القيادة الاستثنائية والمواطنة الإيجابية والعقيدة التكاملية.

وتحت شعار «إمارات اللامستحيل» وضع سموه المسيرة القادمة للإمارات، قيادة وشعباً، أمام مهمة واضحة ومحددة، هي حماية منجزات الإمارات والبناء عليها.

وتقام الدورة الـ10 من القمة العالمية للحكومات، التي ينظمها مجلس الوزراء أيام 13-15 فبراير الجاري، في مدينة جميرا بإمارة دبي.

ولطالما حفّزت كلمات سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أبناء الإمارات ليكونوا استثنائيين، كقادتهم، وألا يقبلوا بأقل من هذا المستوى.. ألم يقل سموه: «حين يكون رب الأسرة الإماراتية استثنائياً، والأب في بيته استثنائياً، وكذلك الأم والقائمون على المدرسة من معلمين ومعلمات وتربويين وإعلاميين، فسنجد حتماً أن المجتمع كله أصبح استثنائياً، فالخيار مفتوح لكل فرد من أفراد المجتمع، للوصول إلى القمة».

طباعة




Unblock Hotstar in UAE