توصل فريق بحثي بقيادة عضو هيئة أكاديمية في جامعة خليفة، إلى دور أساسي يقوم به بروتين موجود في السائل المنوي، يتمثل في ضمان تكوّن أجنة بمعايير صحية عالية، وارتفاع معدلات نجاح الحمل.
وقاد الأستاذ المشارك في العلوم البيولوجية في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة خليفة، الدكتور جنيد كشير، المشروع الذي حظي بدعم من منحة المشاريع الناشئة في جامعة خليفة.
وتفصيلاً، أجرى الفريق البحثي دراسة على بروتين «فوسفوليباز سي زيتا» المسؤول عن ضمان نجاح عملية التخصيب في الثدييات أثناء المراحل المبكرة من تكوين الجنين، الأمر الذي ستنتج عنه آثار مهمة في مجال التصدي لتحديات العقم.
وشملت المؤسسات المشاركة في المشروع البحثي مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في السعودية، وكلية الطب في جامعة قطر.
ونُشرت الدراسة في مجلة «هيومان ريربروداكشن» الصادرة عن دار النشر «أوكسفورد الأكاديمية».
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأزواج ممن لديهم ارتفاع في مستويات بروتين «فوسفوليباز سي زيتا» يتمتعون باحتمالية أكبر لحدوث حمل ناجح، مقارنة بالأزواج الذين تعد مستويات هذا البروتين لديهم أقل نسبياً، حيث لاحظ الباحثون أن مستوياته في السائل المنوي ترتبط على نحو وثيق بالتطور المبكر للجنين ونجاح الحمل، وتطلّب تحقيق ذلك وجود مستوى مثالي من هذا البروتين.
وقال الدكتور جنيد كشير: «تشير بياناتنا إلى إمكانية أن يكون هذا البروتين المهم الموجود في السائل المنوي علامة حيوية تسهم في تعزيز علاجات الخصوبة. وقد تسهم هذه الاستفادة السريرية من بروتين (فوسفوليباز سي زيتا)، للمرة الأولى، في علاج مشكلات العقم عند الرجال، وأيضاً علاج جميع مشكلات الخصوبة عند نطاق واسع من الأزواج، فيما يؤدي انخفاض مستويات هذا البروتين لدى المرضى الذكور – دون حد معين – إلى انخفاض معدلات نجاح عملية التخصيب وحدوث الحمل».
وأضاف: «أظهرت النتائج ارتفاع مستويات جودة تكوّن الجنين وارتفاع معدلات نجاح الحمل بنسبة الضعف تقريباً في حالة المرضى الذين ترتفع لديهم مستويات هذا البروتين عن الحد الذي يؤدي إلى نجاح عملية التخصيب»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتضح فيها وجود ارتباط بين مستويات بروتين (فوسفوليباز سي زيتا) والقياسات التنبئية لكفاءة عمليات تكوين الجنين ومعدلات نجاح الحمل لدى البشر.
وأجريت الدراسة على ما مجموعه 54 زوجاً وزوجة، حيث تم إجراء التحليلات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، كما تم الحصول على عينات المرضى والبيانات اللازمة لهذه الدراسة من الدورات العلاجية المتتالية لأزواج يعالجون الخصوبة في مختبر «إي آر تي» في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث بالرياض في السعودية. وأكد الباحثون ضرورة توسيع نطاق الاختبار ليشمل مجموعة بشرية متعددة المراكز، نتيجة اختلاف متغيرات معدلات العقم بين مجموعة بشرية وأخرى.
التعديل الجيني
أنتج أعضاء الفريق البحثي أول الفئران المعدّلة وراثياً، من خلال تكنولوجيا التعديل الجيني (التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد) في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لاكتساب فهم أوسع لوظائف الجين المسؤول عن إنتاج بروتين فوسفوليباز سي زيتا في الجسم.
وأتاح التعديل الجيني الدقيق لأعضاء الفريق، ملاحظة وجود علاقة بين نقص مستويات بروتين فوسفوليباز سي زيتا لدى الفئران، وزيادة معدل التلقيح المتعدد، وهو ما أدى إلى إخفاق التطور المبكر للجنين، وبالتالي عدد مواليد أقل، مقارنة بالفئران التي يتوافر لديها هذا البروتين بمستويات طبيعية. وقد أشارت نتائج الفأر المعدّل جينياً إلى أهمية الدور الذي يقوم به البروتين في التطور الجنيني المبكر.
وتعد زيادة معدلات نجاح الحمل ناجمة عن ارتفاع مستويات البروتين عند الرجال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news