بطلة من «بنات زايد» وواعد قطري يعانقان المجد في تحدي القراءة

نجح البطلان الإماراتية آمنة محمد المنصوري، والقطري عبدالله محمد عبدالله البري، في حصد لقب الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، من بين أكثر من 24.8 مليون مشارك من 46 دولة، خلال هذا الموسم من المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي وطدت علاقة الأجيال الجديدة بالقراءة والارتباط بلغة الضاد.

وتوج كل من آمنة وعبدالله، مناصفة ببطولة الدورة السابعة من «التحدي»، إذ أدى تصويت الحضور في قاعة أوبرا دبي خلال الحفل الختامي صباح أمس إلى تعادل مجموع النقاط بينهما، بعد أن طلب من الأوائل الستة التحدث دقيقة أمام الحضور للتصويت.

وقالت آمنة المنصوري بعد تتويجها لـ«الإمارات اليوم»: «سعيدة بأني حققت اللقب للإمارات، وأهدي هذا الفوز لقادتي وعائلتي، وكذلك لجميع الإماراتيين الذين شاركوا في (التحدي) خلال مواسمه السبعة».

وأضافت أنها تمكنت من حصد اللقب بفضل الإصرار، إذ وضعته هدفاً أمامها، ورسمت الخطة التي تمكنها من الوصول، معتبرة أن هذا الفوز سيشكل نقطة انطلاق جديدة في مسارها، خصوصاً أن الحياة دائماً ما تحمل لحظات صعبة أو أوقات ضعف، ولكن على المرء أن ينهض حتى وإن كان النهوض ليس سهلاً، فدولة الإمارات لا تسمح إلا بالنهوض. واختارت آمنة المنصوري كتاب «أبوالهول يطير» لمحمود تيمور من بين أكثر العناوين التي أثرت بها، مشيرة إلى أن إهداء الكتاب كان لابن المؤلف المتوفى، وقد قرأته بعد وفاة جدها، ولذا ترك أثراً كبيراً بداخلها.

ونالت آمنة المركز الأول على مستوى الإمارات من بين 514 ألفاً و506 طلاب وطالبات، إذ أحبت القراءة منذ طفولتها المبكرة، وتريد أن «تضع بصمة على جبين التاريخ، وأن تنحت اسمها واسم الإمارات، وأن تكون آمنة المنصوري (ابنة زايد) شخصاً لا ينسى حتى بعد مئات السنين».

وقرأت الفتاة الإماراتية أكثر من 150 كتاباً، تحبها جميعاً، لكن كتابها المفضل يبقى «البداية والنهاية» لابن كثير.

وأكدت آمنة أن «تحدي القراءة العربي ليس مجرد تحد، بل مهمة نبيلة لأجل بناء جيل عربي إسلامي يعود بأمجاد الحضارة، متسلح بالعلم والمعرفة لمواجهة المستقبل وتحدياته، إذ استطاع تحقيق أرقام هائلة وتنافسية تزيد عاماً بعد الآخر وهذه رسالة مبشرة نعي من خلالها الأثر العظيم لهذا العمل النبيل.. فخورة بدعم قيادتنا للمشاريع التنموية التي تستهدف الإنسان فتصقل من مهاراته لأجل مستقبل الحضارة».

وأكملت: «الأمم لا تقوم إلا على العماد الأدبي والعلم، والعلوم لا تأتي إلا من مصادر كالكتاب، وعلى الرغم من تعدد مصادر العلم يبقى الكتاب هو المصدر الأساسي والأول.. مصدر قوتي في المرتبة الأولى هي عائلتي، فقد ساعدتني في أشد اللحظات».

واستطردت البطلة الإماراتية: «مع بداية المرحلة الثانوية خضعت لعملية جراحية في قدمي أعجزتني عن الحركة، وكان الكتاب رفيقي الأول وأنا أجلس على الكرسي المتحرك، ورغم الصعوبات عدت إلى الساحة وحققت المركز الثاني في البطولة العربية للقوس والسهم في نواكشوط، وصقلت مهاراتي العلمية لأصبح جزءاً من فريق الإمارات للفيزياء، وأخيراً شدني حب المطالعة إلى المشاركة في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي».

سعادة وإصرار

من جهته، أعرب البطل عبدالله البري، الذي حقق اللقب مناصفة مع آمنة، عن سعادته العارمة، مضيفاً: «أهدي الجائزة لأمي، فهي التي مهدت لي سبل النجاح وطوعت لي مفاتيحه، إذ كانت تقص علي قصص الأبطال، ولو كانت الدنيا في يميني لأعطيتها لأمي طوعاً».

وأضاف «أشعر بالكثير من الفرح، لاسيما أن هذه النسخة من تحدي القراءة العربي تتميز بصعوبتها وبالمستويات المتقاربة بين الطلبة، ولكني تمكنت من الفوز بالإصرار».

وأشار إلى أن هذه هي المشاركة الثانية له في «التحدي»، إذ حصد المركز الثاني في الدورة السابقة، وتلقى دعماً معنوياً لاسيما من الستة الأوائل. وتابع «خلال رحلة التحدي واجهت العديد من التحديات، وأبرزها الموازنة بين مسابقات عدة في آن واحد».

وعن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، له، أكد أن سموه قال له: «كنت متيقناً بأنك ستفوز باللقب». واختار عبدالله البري كتاب «الأندلسي الأخير» كأفضل كتاب قرأه وأثّر به، كاشفاً عن أن طموحه هو أن يصبح طبيباً يسهم في تخفيف الأوجاع.

ونال عبدالله المركز الأول على مستوى دولة قطر من بين 124 ألفاً و395 طالباً وطالبة، ويعتبر نفسه بطلاً لأنه يقرأ لكي يتعلم ويناقش الكاتب. ورأى أن تحدي القراءة العربي سيعيد للغة العربية بريقها، وأبطال التحدي اليوم سيكونون لجان التحكيم في المستقبل.

وأكمل: «العلم واسع بحره، ونأخذ من كل شيء أحسنه، ولدي رسالة أريد أن أوصلها للجيل الصاعد، وقد بدأت بتحقيقها فعلاً من خلال تصويري للبرنامج التلفزيوني قصص وعبر.. رأيت النور في عمر الخامسة عندما بدأت بحفظ القرآن الكريم، فتملكني شغف القراءة وشاركت في تحدي القراءة في موسمه السادس فقرعت الباب ولم ألج، فعاودت الكرّة في الدورة السابعة، وها أنا بطل قطر في تحدي القراءة.. شاركت في تحدي القراءة العربي، لأن التحدي يجعلني أمارس هوايتي ويجددني، فالقراءة تنمي الإنسان وتزيد من ثقافته، القراءة تسقي النفس، والتحدي يمثل لي بوابة المستقبل».

أحسن مشرفة

من جانبها، قالت المدرّسة الأردنية سماهر السواعي، التي فازت بلقب أفضل مشرفة: «لقد شجعت الطلبة على القراءة، كما أنى تعاونت مع المنسقين في المدارس، وعملنا على وضع خطة تهدف إلى متابعة الطلبة من بداية الموسم حتى مرحلة التصفيات»، معترفة بوجود تحديات ترتبط بالتقويم المدرسي، والتي تجاوزتها بالعمل في العطل الشتوية من أجل متابعة الطلبة، كما أطلقوا أكثر من مبادرة، ومنها المبادرة التي تشجع الطلاب على اختيار الكتب من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومن ثم يتم توصيل الكتاب للطالب في منزله.

وأبرز ما عملت عليه السواعي، تمثل في تقديم الإرشاد للطلبة بتنويع الكتب، وطرق التلخيص، ومتابعتهم من قبل المشرفين. وأكدت أن تحدي القراءة العربي ترك أثراً كبيراً في الطلبة، إذ باتوا أكثر قدرة على تشكيل رأي خاص بهم من خلال المخزون القرائي، مقترحة بأن تتجه المدارس إلى تخصيص حصة خاصة بتحدي القراءة العربي حيث يتمكن المدرس من متابعة الطلبة على نحو أفضل.

أفضل مدرسة

وفازت مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز بلقب أفضل مدرسة. وأوضحت مشرفة التحدي في المدرسة، فداء أحمد داوود، أن الإجراء الأوليّ الذي اتخذته المدرسة كان الإعلان والتعريف بالمبادرة على مستوى الطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، ومن ثم انتقلت إلى مرحلة تطبيق المعايير، والتي تحمّلت جزءاً منها الموارد البشرية والمادية في المدرسة لدعم الطلبة، وكذلك متابعتهم وتدريبهم، وتفعيل العملية الإدارية ووضع خطة محكمة مفصلة ساعدت على نجاح العمل.

ووصفت الاستمرارية في الدعم بكونها من الأمور التي أسهمت في الفوز باللقب، مشيرة إلى وجود المزيد من الخطط والأفكار الإبداعية من أجل المشاركة في تشجيع الطلبة على المشاركة في تحدي القراءة العربي. وشددت داوود على أنه لا يوجد طريق للنهضة من دون القراءة، ومرور الطلبة بهذا التحدي يسهم في تشكيل جانب الوعي والنقد لديهم، ويمكنهم من التعامل مع هذا العصر.

نجم الجاليات

وعلى مستوى الجاليات العربية، حقق محمد الكوكباني (ممثل ماليزيا) اللقب، معتبراً أنه حصد المركز الأول في تحدي القراءة العربي في الفئة الخاصة بالجاليات بالإصرار، لاسيما أن علاقته مع اللغة العربية بدأت منذ الصغر.

وأشار إلى أن والدته كانت الداعم الأكبر له، وكانت السند الأول بعد وفاة والده، إذ شجعته على القراءة، وقرأ إلى اليوم أكثر من 450 كتاباً، بينما شارك في التحدي بـ50. وعن أبرز التحديات التي واجهته في ماليزيا، أوضح أنها تمثلت في إيجاد الكتب العربية، إذ كان يلجأ إلى استعارة الكتب من الأصدقاء وزملاء المدرسة، وهذا ما جعله يعتمد على القراءة السريعة أحياناً.


فداء داوود:

• لا يوجد طريق للنهضة من دون القراءة، ومرور الطلبة بهذا التحدي يسهم في تشكيل الوعي لديهم.


وحدة عربية

 

قدم قيصر الأغنية العربية كاظم الساهر خلال الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي، أغنية تحمل معاني الصمود والوحدة العربية. وتوجّه النجم العراقي بعد أداء الأغنية على مسرح أوبرا دبي، برسالة إلى الطلبة بضرورة مواصلة الحلم، كما توجه في كلمته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقال: «لك منا كل المحبة والتقدير، ونفتخر بك أينما كنا، وباللهجة العراقية نقول لك أدام الله عليك العافية والصحة».

Unblock Hotstar in UAE