السباق ضد الزمن.. معاً لمحو الأمية الرقمية

باتت التكنولوجيا وتبعاتها من الأدوات الرقمية الحديثة والذكاء الاصطناعي تسيطر على مشهد العالم الذي نعيش فيه، وهذا بوضوح يزيد الضغط على الآباء، ويضع عبئاً جديداً على كاهلهم، ليس فقط لتسهيل شؤون حياتهم، بل لحماية فلذات أكبادهم والتواصل معهم بفعالية. فغياب دور الآباء الفعّال في هذا المجال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وفجوة عائلية خطرة، تجعل الأبناء عرضة لمخاطر التكنولوجيا وتأثيراتها الضارة.

لقد أصبحت التكنولوجيا البيئة التي يعيش فيها أبناؤنا، ويقضون فيها معظم أوقاتهم. في ظل هذا الواقع، يصبح محو الأمية الرقمية للآباء ضرورة ملحة لضمان استقرار الأسرة.

وهناك آباء يقفون عاجزين عن فهم هذا العالم الرقمي المعقد، وهذا العجز يشل قدرتهم على التواصل مع أبنائهم. فعلى سبيل المثال، يعجز الكثير من الأهل عن فهم التحديات التي يواجهها أبناؤهم، مثل التنمر الإلكتروني، والإدمان على الألعاب، أو التعرض لمحتوى غير لائق. هذا الغياب يمكن أن يعرّض الأبناء لمخاطر جمة.

ولتغيير هذا الواقع، يجب أن تبدأ المجتمعات والمؤسسات التعليمية فوراً في توفير برامج تدريبية مخصصة وشاملة للآباء، تمكنهم من التعامل مع التكنولوجيا، ومراقبة استخدام الأبناء للإنترنت. كما يجب أن يتعلم الآباء كيفية استخدام برامج الرقابة الأبوية، وأن يكون هناك تواصل بين المدرسة والأهل لنشر التوعية.

ولا يقتصر محو الأمية الرقمية فقط على الجانب التقني، بل يتعدى ذلك إلى الجانب الأخلاقي والأمني، فيجب على المؤسسات المجتمعية والتعليمية أن تعلم الآباء وترشدهم إلى كيفية مناقشة المخاطر الرقمية مع أبنائهم، وأن تعلم الأطفال كيفية التصرف عند مواجهة مواقف خطرة على الإنترنت.

إن محو الأمية الرقمية ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة قصوى وواجب وطني ومجتمعي، يتحتم على الآباء أن يسارعوا إلى ذلك، كما يتحتم على المجتمعات والمؤسسات التعليمية أن تبادر وتمد يد العون في هذا المجال. كما أننا بحاجة ماسة اليوم إلى أن يتحلى الآباء بالشجاعة والصبر والإيمان لركوب قطار التطور التكنولوجي، لضمان أمن أبنائهم، وحمايتهم، لذلك فهي دعوة للجميع لاستغلال الإجازة الصيفية في القضاء على الأمية الرقمية.

• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 


تويتر


Unblock Hotstar in UAE