يتطلع العالم بكثير من الأمل والتفاؤل إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، لإحراز تقدم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية.
وتحت شعار «نتحد، ونعمل، وننجز»؛ تتطلع دولة الإمارات عبر «COP28» إلى التعاون مع جميع دول العالم والأطراف المعنية، لتحقيق نتائج ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة للجميع، لتكون إرثاً يمنح الأمل للأجيال القادمة، وبهدف التوصل إلى حلول تحقق هدف الدولة في جعل المؤتمر قمة للتنفيذ، وليست للتعهدات فحسب.
كما تسعى رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر إلى استعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل، والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر، وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
ولعل أبرز دلائل أهمية قمة المناخ القادمة، هو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن العالم لا يملك رفاهية الوقت لحماية المناخ، وضرورة العمل على تحقيق العدالة المناخية، مشدداً على أن القمة التي ستعقد في دولة الإمارات هي «قمة للطموح المناخي»، داعياً الدول والأطراف الفاعلة لتضافر الجهود من أجل حماية المناخ، وتحسين ظروف حياة الدول والمجتمعات النامية والأكثر تأثراً.
وكثفت الإمارات جهودها لضمان نجاح استضافة الدولة لـ«COP28»، حيث تعمل الدولة على تحقيق أوسع مشاركة في فعاليات القمة، عبر الدعوات الموجهة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى قادة الدول، والتطلع إلى مشاركات نوعية في إثراء أجندة هذا الحدث العالمي البارز.
كما تم تشكيل لجنة وطنية عليا، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف، من خلال منهجية شاملة ومتكاملة تتماشى مع تركيز دولة الإمارات على التنمية المستدامة، ومد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي، وتسهيل التوصل إلى حلول عمليّة تعود بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية طويلة الأمد على المنطقة والعالم كله.
ويأتي تشكيل اللجنة العليا تأكيداً على أهمية مؤتمر الأطراف في دفع وتوجيه مسار المفاوضات المناخية بين دول العالم، وتهيئة الفرص المتكافئة لمشاركة جميع الأطراف في إيجاد حلول مناخية فعّالة، والاستفادة من المؤتمر كمنصة متميزة تسهم في تعزيز النهج الاستباقي الذي اعتمدته دولة الإمارات في مسيرة العمل المناخي لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي سبيل تحقيق المستهدفات العالمية خلال «COP28»، أعلنت الإمارات تكليف فريق رئاسة مؤتمر الأطراف، ونال ذلك إشادة دولية وترحيباً واسعاً من عدد كبير من قادة الحكومات والهيئات والمؤسسات الدولية ورواد قطاعات الطاقة والعمل المناخي، وأبرز وسائل الإعلام العالمية، حيث تم تكليف وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيساً معيَّناً للدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ (COP28)، كما جرى تكليف كل من وزيرة تنمية المجتمع شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، بصفتها رائدة المناخ للشباب في المؤتمر، ورئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، رزان المبارك، بصفتها رائدة المناخ في المؤتمر.
ويتيح تكليف سلطان الجابر رئاسة المؤتمر، الاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الإدارة والاقتصاد وقطاع الطاقة التقليدية والمتجددة، حيث قام بدور محوري في تنمية محفظة أصول الطاقة المتجددة لدولة الإمارات وتطويرها، وتوسعتها داخلياً وخارجياً، كما قام بدور حيوي في أكثر من تسعة من مؤتمرات الأطراف السابقة للمناخ، بما في ذلك مؤتمر (COP21) الذي عقد في باريس عام 2015، والذي يمثل محطة مهمة في مسار مؤتمرات الأطراف.
وبصفته الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف «COP28»، يقوم بدور مهم لتقريب وجهات النظر، وتوفيق الآراء للوصول إلى إجماع عالمي لرفع سقف الطموح المناخي، وذلك بالتعاون مع مجموعة واسعة ومتنوعة من الشركاء وأصحاب المصلحة، بما في ذلك قطاع الأعمال والمجتمع المدني، كما يقوم بجولات عالمية، بهدف الاستماع إلى الأطراف المعنية كافة، والتواصل معها، بجانب استعراض أولويات جدول أعمال رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، وأحدث المستجدات بشأن التحضيرات التي تركز على احتواء الجميع.
ويأتي تكليف شما بنت سهيل المزروعي، مهمة رائدة المناخ للشباب، ورزان المبارك، مهمة رائدة المناخ، بهدف الإسهام في حشد جهود شركات القطاع الخاص والمستثمرين والمدن والمناطق وجميع فئات المجتمع المدني، بما في ذلك الشباب، قبل انعقاد المؤتمر.
وتتولى شما المزروعي مهمة إيصال أصوات الشباب خلال المؤتمر، وإعطاء الأولوية للاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم، كما تعمل مع المعنيين داخل الدولة وخارجها، لدعم الشباب وخلق مزيد من الفرص لهم، إضافة إلى إنشاء آليات لتمويل ابتكارات الشباب في مجال العمل المناخي.
فيما تتولى رزان المبارك، تعزيز المشاركة وحشد الجهود من الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك القطاع الخاص والمدن، والحكومات المحلية، والشعوب الأصلية والمجتمع المدني.
• المؤتمر دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية.
• الفريق القيادي لـ«COP28» يؤدي دوراً فاعلاً لدعم جدول أعمال شامل ومتكامل للحدث المناخي العالمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news