يواصل برنامج خبراء الإمارات، الذي تم إطلاقه في 2019 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تطوير الكوادر الوطنية المتخصصة من أجل تعزيز دورها في صياغة مستقبل الإمارات وتعزيز مسيرة التنمية وإحداث تحوُّل استراتيجي في قطاعات النمو المستقبلية.
ويدعم البرنامج الرؤية الاستراتيجية للدولة من خلال تقديم الخبرات التخصصية والمهارات القيادية ليضمن جاهزية الكوادر الوطنية للمساهمة بفعالية في تطوير القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية.
ويجمع برنامج خبراء الإمارات، الذي يستمر على مدار ثمانية أشهر، الأكاديميين من المنظمات الرائدة وخبرات العمل الشاملة والتوجيه الفردي تحت إشراف القادة في حكومة الإمارات وكبار المسؤولين في مختلف القطاعات لتعزيز تبادل المعرفة والتفكير المبتكر.
وتركز الدفعة الثالثة من برنامج خبراء الإمارات على 15 قطاعاً ضمن ثلاث مجموعات استراتيجية وهي: “التطور الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاستدامة والبنية التحتية” بما يسهم في تعزيز مهارات المشاركين وإثراء خبراتهم القيادية ليكون لهم دور فعال في المساهمة في المشاريع الاستراتيجية التي تضمن تحقيق الأولويات الوطنية.
ويعمل المشاركون في الدفعة الثالثة ضمن البرنامج في إطار “عام الاستدامة” واستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 بنهاية العام الجاري من خلال إعداد تقارير تحدد تأثير COP28 على قطاعاتهم ومشاركتهم في اجتماعات مع رؤساء شركات الاستدامة بما يسهم في تمكينهم وتعزيز خبراتهم ليكونوا صانعي التغيير في مجال الاستدامة.
والتقت وكالة أنباء الإمارات “وام” مع عدد من المشاركين في برنامج خبراء الإمارات بنسخته الثالثة والذي يركز على 15 قطاعًا حيويًا تنسجم مع الأولويات الوطنية للدولة .
وقال محمد طرموم مدير مساعد أول الاستثمار في الإمارات في شركة مبادلة للاستثمار: “تأتي مشاركتي في الدفعة الثالثة من برنامج خبراء الإمارات ممثلًا عن قطاع التنمية الاقتصادية وتحت إشراف معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد بهدف تطوير مهاراتي وقدراتي والمساهمة بشكل فاعل في النمو الاقتصادي والاجتماعي بالدولة.”
وأضاف: ” قطعنا أكثر من نصف مدة البرنامج الذي يستمر لثمانية أشهر ومن خلال العمل تحت إشراف الموجه، وبفضل الوحدات التدريبية المتميزة التي يقدمها الشركاء الأكاديميون المتمرسون، فقد ساعدني البرنامج في تطوير وتعزيز مهارات وإثراء خبراتي”.
من جانبه، عبد الله الشحي، رئيس قسم الأبحاث الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء، إن برنامج خبراء الإمارات يشكل منصة استثنائية لإعداد قادة المستقبل في قطاعات مختلفة لا سيما قطاع الفضاء الذي يسهم في تطوير الاقتصاد الوطني ومهارات العلوم التكنولوجيا في الدولة.
و أضاف أن البرنامج يقدم العديد من الفرص لتطوير المهارات القيادية والتقنية وأيضا التعرف إلى الخبراء العاملين في قطاعات مختلفة مع توفير الفرصة للعمل على المشاريع الاستراتيجية ضمن الأولويات الوطنية للدولة ومنها كيفية استفادة قطاع الفضاء من تقنيات الذكاء الاصطناعي إضافة إلى مشاركة خبراء الإمارات في إنجاح مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه الإمارات بنهاية العام الحالي.
وأشار إلى أن قطاع الفضاء الإماراتي يحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة وهو ما أسهم في تحقيق العديد من الإنجازات المهمة والتطور الكبير من خلال التعاون الدولي والاستفادة من القطاع الخاص وعقد الشراكات في مواصلة مسيرة التطور الاقتصادي بمشاركة قطاع الفضاء.
من جهتها قالت وحيدة الحضرمي مدير إدارة ترويج الصناعات الثقافية والإبداعية الوطنية في وزارة الثقافة والشباب إن مشاركتها في برنامج خبراء الإمارات يسهم في تعميق معرفتها وإثراء مهارتها القيادية والمساهمة في المشاريع الاستراتيجية ذات الأهمية الوطنية.
وأضافت أنها تخطط للمشاركة في المنصات العامة حيث يمكنها مشاركة خبراتها في قطاع الاقتصاد الإبداعي في الدولة ، كما تخطط للعمل عن كثب مع موجهتها في البرنامج سعادة منى المري مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي في المشاريع الرئيسية التي يجري العمل عليها خلال 2023.
وأوضحت أن البرنامج يمنحها الوسائل والخبرات اللازمة لتكون “قائدة”، إضافة إلى اكتساب المعرفة في أدوات القيادة المختلفة التي يمكن تطبيقها على القطاعات الرئيسية لاقتصاد الإمارات الممثلة في برنامج خبراء الإمارات، كما يدعمها البرنامج في بناء اتصالات وشبكات جديدة محليًا ودوليًا بحيث يمكن الاستفادة منها لبناء شراكات مستقبلية وإحراز تقدم في المشاريع الاتحادية.
وأشارت إلى أن السنوات المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في التكنولوجيا، لا سيما مع تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مضيفة أن برنامج خبراء الإمارات يسمح للمشاركين فيه بالتعلم باستمرار عن الاتجاهات التكنولوجية الناشئة والتعمق في مجال الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للقادة الاستفادة بهذه التكنولوجيا الحديثة داخل مؤسساتهم.
من جهتها، عبرت فاطمة راشد آل علي، مدير مشاريع في شركة مبادلة للرعاية الصحية عن فخرها بالمشاركة في برنامج خبراء الإمارات الذي يمثل فرصة ذهبية لجميع المشاركين ومنصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعرفة والتفكير المبتكر.
وقالت: “أطمح أن يكون لي تأثير ايجابي في المجتمع وأن أقود المشاريع التحولية في قطاع الصحة كمشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والمشاريع التي تعزز الوقاية من الأمراض المزمنة والوراثية بالتشخيص الدقيق والعلاج الشخصي باستخدام علم الجينوم الذي بدأت فيه دولة الإمارات من خلال مشروع الجينوم الإماراتي أحد المشاريع الرائدة لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية”.
وأضافت: “تماشيا مع عام الاستدامة والاستعدادات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 بنهاية العام الجاري فقد تم التركيز على محور الاستدامة في جميع القطاعات وتأكيد ضرورة تمكين المشاركين ليكونوا صانعي التغيير في مجال الاستدامة، وفي هذا السياق سنشارك في مشاريع الاستدامة لمنظومة الرعاية الصحية في الدولة والتي تتمحور حول ثلاث ركائز رئيسية تشمل البنية التحتية والعمليات والمخلفات”.
من جانبه، أعرب سعود النوري، رئيس الشراكات الدبلوماسية في مكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات عن اعتزازه بالانضمام إلى برنامج خبراء الإمارات والعمل مع موجهه معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 كون مسيرته المهنية في مجالات الطاقة والمناخ والتنمية الاقتصادية مصدر إلهام له في تطلعاته المستقبلية.
وقال النوري إن البرنامج يسعى إلى عرض ودراسة أفضل الممارسات العالمية في تطوير طرق التفكير والعمل حيث يضع إطار عمل يتماشى مع سياسات الدولة وطموحاتها والمساهمة في تحقيق الرؤية الاستراتيجية للدولة والمساعدة في تحديد ثغرات أنظمة العمل وتقديم أفضل الحلول لمعالجة المشكلات ومن ثم تنمية الشغف ذاته لدى الجيل القادم من الإماراتيين، ودعم تأهيلهم.
وأشار إلى أن مسيرة دولة الإمارات في مجال العمل المناخي بدأت قبل تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي وضع الأسس الراسخ لمفهوم الاستدامة في الدولة وضمان حماية البيئة ومواردها الطبيعية حتى باتت الإمارات رائدة في مجالات الاستدامة وتحول الطاقة والتنمية الاقتصادية وخفض الانبعاثات الكربونية ضمن خطتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
بدورها، قالت ميثاء الهاملي، مدير قسم التقييم والحفاظ البحري، قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي :” أسعى من خلال المشاركة في برنامج خبراء الإمارات إلى تعزيز مهارات القيادة لديّ وكيف أصبح عضوًا أكثر فعالية في عملية اتخاذ القرار، ودعم تحقيق أولويات الدولة وخصوصاً في المجال البيئي.”
وأضافت أن برنامج خبراء الإمارات يعرف أعضاءه من جميع القطاعات على مدار 8 أشهر على شبكة من الخبراء أصحاب المهارات المتميزة من الدفعات السابقة، ولذلك فهو واحد من أقوى عناصر البرنامج لا سيما وأن عمل الخبراء من متعددي التخصصات من مختلف القطاعات والدفعات السابقة أمر بالغ الأهمية لضمان الاستمرارية والانسجام، والحرص على فعالية هذا البرنامج.
وأشارت إلى أن البرنامج لا يقتصر فقط على التعريف بالخبراء المحليين، إذ يربط المشاركين بالقادة في المجال الأكاديمي ممن يناقشون قضايا عالمية ويعرفونهم على عقليات جديدة ومدارس فكر مختلفة فضلًا عن تزويد المشاركين بالأدوات اللازمة لتعزيز قدرات على التحليل والتركيز على الأهداف، ومستويات المرونة والاستفادة من التقنيات الناشئة بسرعة وفعالية.
وقالت: “تعرفنا أيضا من خلال البرنامج على كيفية إدارة الحكومة، وعلى البيئة الديناميكية في حكومة الإمارات التي تعمل بجد لضمان تفوق الدولة عالميا حيث يمنحنا البرنامج فرصة مرافقة أحد قادة الحكومة، ما يعرّفنا على بُعد مختلف من صنع القرارات على مستوى رفيع”.
وتابعت ميثاء: “نفخر برؤية دولة الإمارات وهي تخطو خطوات واسعة في مجالي الاستدامة والبيئة، مع إعلان العام 2023 عامًا للاستدامة، بينما تستضيف الدولة مؤتمر الأطراف COP28 نهاية العام الحالي، إضافة إلى استضافتها للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عام 2025. “
الجدير بالذكر أن الدفعة الثالثة من برنامج خبراء الإمارات تركز على 15 قطاعاً استراتيجياً تعتبر القطاعات الأساسية لتحقيق الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات.. وهي :” التنمية الاقتصادية، والإعلام والاقتصاد الإبداعي، والفضاء، والتكنولوجيا والابتكار، والعلوم والأبحاث المتقدمة، والسياحة والضيافة، والتعليم، والثقافة، وتنمية المجتمع والخدمات الاجتماعية، والسياسات والخدمات الحكومية، الصحة والرفاهية، والطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي والمائي، والتنقل والخدمات اللوجستية، والبيئة وتغير المناخ” ، تم اختيار المشاركين في الدفعة الثالثة من البرنامج من بين 900 متقدم من خلال عملية اختيار تنافسية.