شكا أشخاص شعورهم بأن التطبيقات الموجودة على هواتفهم تتجسس عليهم، معربين عن قلقهم من فقدان خصوصيتهم، في حال تجاوزت المسألة الحديث عن منتج أو خدمة بصوت مرتفع.. فهل تستمع التكنولوجيا إلينا؟
خبران رقميان حذرا من تحميل التطبيقات المجانية على الهواتف، لافتين إلى أن «عدم وجود مقابل مالي لها لا يعني أنها بريئة»، أو أنها «لا تسعى إلى تحقيق أرباح».
وأكدا لـ«الإمارات اليوم» أن كثيراً من هذه التطبيقات يسعى للوصول إلى صاحب الهاتف بعد أن يغريه بخدمات ضرورية، ثم يحلل شخصيته لمعرفة رغباته واحتياجاته، تمهيداً للتعامل معه كمستهلك.
وتفصيلاً، قالت موظفة في أحد البنوك إنها حمّلت أحد التطبيقات المجانية على هاتفهما المحمول، للاستفادة منه في بعض الإجراءات الفنية، ثم أخبرت زوجها بعد ساعات قليلة بأنها تفكر في شراء غرفة نوم جديدة، مضيفة أنها فوجئت بظهور إعلانات على صفحاتها الاجتماعية، تقترح عليها أنواعاً وتصاميم مختلفة من الأسرّة، والمراتب، وستائر النوافذ.
وأضافت: «شعرت بأن التطبيق يتنصت عليّ»، متسائلة عن الحدّ الذي يمكن أن ينتهي عنده «انتهاك الخصوصية».
وروت حنان عبدالله، معلمة، قصة مشابهة عن رغبتها في شراء ثلاجة، إذ فوجئت، خلال اليوم نفسه، بظهور إعلانات عن أنواع من الثلاجات «تغزو» صفحتها الاجتماعية.
وتساءلت عما إذا كان يمكن أن «يحدث شيء مثل ذلك بمحض المصادفة».
وقال أحدهم: «من المؤكد أنهم يستمعون إلينا من خلال التطبيقات. أو على الأقل خوارزمية التعرف إلى الصوت تفعل ذلك. يكفي أن تقول (أحتاج إلى شراء)، متبوعة بأي منتج ترغب في تجربته أو الحصول عليه، حتى تقودك الصفحات التي تزورها إلى إعلانات عن المنتج».
وذكر شاب ثلاثيني أنه مر بتجربة مخيفة تشبه التعرض لمطاردة عبر الإنترنت.. «فقد تحدثت إلى صديق لي على هاتفي عن شيء كان لدينا سؤال عنه، وأخبرته بأنني سأبحث عنه على أحد محركات البحث. وبعد كتابة كلمة (ماذا..) في جهاز الكمبيوتر الخاص بي، أكمل المحرك بقية السؤال تلقائياً»!
وأكد خبير رقمي، فضل عدم ذكر اسمه، أن المنصات الاجتماعية «تتنصت، ولكن ليس بالطريقة التي نفكر بها».
وتابع شارحاً: «لو أن صديقاً أخبرك عن خدمة جديدة. لكنك لم تهتم. هناك طرق أخرى لتتبعك، فهم يجمعون بياناتك، بما فيها مواقع الويب التي تزورها، والمصطلحات التي تبحث عنها، وما تشتريه عبر الإنترنت، وما إلى ذلك. طرق التتبع هذه لها تأثير مباشر في الإعلانات التي نراها. لذلك، يتمكن التطبيق من تحديد أنك وصديقك كنتما موجودين في الموقع نفسه. وتقارن خوارزمية التطبيق اهتماماتك وخصائصك السكانية والأماكن التي زرتها، والمجموعات التي تنتمي إليها. وإذا كنت وصديقك متشابهين، فسيعرض لك إعلان لمعرفة ما إذا كنت تشعر بالشيء نفسه».
وأضاف أن «كل خطوة تقوم بها عبر الإنترنت تغذي خوارزمية التطبيق. بما في ذلك التعامل مع منشور، أو الإعجاب بصورة شخص ما، أو حتى استخدام حسابك على أحد مواقع التواصل، لتسجيل الدخول إلى خدمة أخرى عبر الإنترنت، أمثلة على ذلك».
وأكد الخبير السيبراني إيهاب معوض، أن الهواتف الذكية، تعد بمثابة «جاسوس صامت، باختيار حامله»، موضحاً أن في وسعه نقل المعلومات والبيانات الخاصة لشركات تمتلك تطبيقات لا يمكن الاستغناء عنها، وأخرى تجذب عملاءها بخدمات مجانية، لتستخدم هذه المعلومات في النهاية إما لأغراض تجارية أو للاحتيال والسرقة والاستغلال. وأوضح أن التطبيقات المحملة على الهواتف الذكية، تسمح بمعرفة الموقع الجغرافي لصاحب الهاتف، وتتبع حركته، والاطلاع على بيانات ومعلومات شخصية تفصيلية حوله، يمكن من خلالها معرفة الكثير عنه. كما يمكن للشركات العملاقة صاحبة المواقع والتطبيقات التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، تتبع حركة حامل الهاتف، والاطلاع على خط سيره اليومي بالتفصيل، وأكثر المناطق التي يتردد عليها. وهناك تطبيقات أخرى ترصد حالته الصحية.
وأردف أنه يمكن لصاحب الجوال الاستغناء عن بعض الخدمات مقابل الحفاظ على الخصوصية، إلا أن كثيراً من خدمات البحث الرئيسة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، تسجل وتحفظ معلومات صاحبها، ثم يتعرض لمقترحات وإعلانات بناء على المعلومات المدخلة، مشيراً إلى عدم وجود خدمات مجانية بالكامل.
وقال إن الموافقة على وثيقة الشروط، تعد إقراراً بالسماح للتطبيق بالاطلاع على المعلومات والبيانات الشخصية.
ونصح معوض مستخدمي الهواتف الذكية بتجنب التطبيقات المجهولة، وتقييد صلاحية التطبيقات المثبتة على الهواتف، من خلال الدخول على الإعدادات وإيقاف خواص التسجيل والتتبع، على الرغم من أن هذه الإجراءات تحرم صاحبها بعض الخدمات، إلا أنها الطريقة الوحيدة لحفظ الخصوصية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news