«تجربة لا تُنسى».. شرطة دبي تغيث موظفاً عربياً في لحظات دقيقة

أنهى الموظف العربي جعفر محمد أحمد عمله في ساعة متأخرة من الليل، وتحرك بسرعة قاصداً منزله في إمارة الشارقة للاحتفال مع أسرته برأس السنة الجديدة 2023، لكنه لم ينتبه إلى لمبة البترول في شاشة السيارة، التي تشير إلى قرب نفاد الوقود، وحين وصل إلى مطلع جسر آل مكتوم، توقفت المركبة.

وأدرك جعفر أن من الصعب الحصول على المساعدة في هذا التوقيت الذي يسبق منتصف ليلة الأول من يناير بدقائق، ورغم قناعته بأن شرطة دبي مشغولة كلياً بتأمين أكثر من مليون زائر يشهدون احتفالات الإمارة بهذه المناسبة السعيدة، إلا أنه قرر الاتصال برقم الطوارئ (999)، وكان الرد مفاجئاً له بكل المقاييس، إذ أجابه متلقي المكالمة بكل ود، وسأله عن المشكلة وموقعه، وخلال دقائق وصلت إليه دورية شرطة، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها هي حرص أفراد الدورية على جلب وقود معهم، وزودوا سيارته بالوقود، وحين عرض بأدب سداد مقابل الوقود، ردوا عليه بابتسامة بشوشة، قائلين: «شرطة دبي في خدمة الجميع».

وأكد جعفر لـ«الإمارات اليوم»، أن ما حدث معه تجربة لا تُنسى، قائلاً: «نقرأ كثيراً عن المواقف الإنسانية الرائعة لرجال شرطة دبي مع أفراد المجتمع بمختلف جنسياتهم، لكن لم أتوقع إطلاقاً أن أحظى بهذه المعاملة، رغم إدراكي، بحكم عملي، أنهم في حالة استنفار، في ظل تأمين أكثر من مليون زائر لاحتفالات رأس السنة، واكتظاظ شوارع الإمارة بالزوّار من داخل الدولة وخارجها».

وأشار إلى أنه حاول في البداية الحصول على المساعدة من أصدقائه، لكن الجميع كان مشغولاً بالاحتفالات، ويستلزم الأمر ساعات للوصول إليه، فقرر على خجل الاتصال بشرطة دبي، واعتذر في بداية المكالمة عن الموقف، لكنه قوبل برد ودي، دون أي لوم أو حتى استنكار لتصرفه، وسأله متلقي المكالمة من غرفة القيادة والسيطرة عن المشكلة، ثم طلب منه الاطمئنان، وإيقاف السيارة في مكان آمن إلى حين وصول رجال الشرطة.

وتابع أن «رجال الدورية وصلوا خلال دقائق، وحرصوا على تزويد السيارة بالوقود بأنفسهم».