أطباء يحذرون من التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية

حذّر أطباء مختصون من التعرض المباشر لأشعة الشمس على العيون خلال ذروة فصل الصيف، لافتين إلى أنها قد تؤدي إلى أضرار جسيمة تصيب العيون، مثل التهاب القرنية الضوئي، وإعتام عدسة العين، والضمور البقعي، وشيخوخة العدسة الطبيعية للعين.

وأكدوا أنه قد يسبب في بعض الحالات سرطان الجلد حول العينين. وحددوا عدداً من الإجراءات الواجب اتباعها للوقاية من مخاطر أشعة الشمس على العيون.

وتفصيلاً، قال استشاري طب وجراحة العيون واستشاري الجراحة الانكسارية، الدكتور أحمد النيادي، إن أشعة الشمس تعد ضرورية للحياة على الأرض، فهي مصدر الطاقة والضوء الطبيعي، لكنها تحمل في طياتها بعض الأضرار، خصوصاً على العيون إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وزيادة النشاطات الخارجية.

وأضاف أن «التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يتسبب في أضرار دائمة للعين، لهذا يجب علينا أن نتخذ خطوات وقائية لحماية أعيننا على مدار العام، وليس فقط في الأشهر الحارة».

وأوضح أن هناك أربعة أضرار لأشعة الشمس على العيون، هي التهاب القرنية الضوئي، وإعتام عدسة العين، والضمور البقعي، وسرطان الجلد حول العينين، لافتاً إلى أن التهاب القرنية يُعرف أيضاً بحرق القرنية، وهو حالة ناتجة عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV)، وتشمل أعراضه الألم والاحمرار، والحساسية من الضوء، والشعور بوجود جسم غريب في العين.

وأشار إلى أن التعرض طويل الأمد لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، وهي حالة تسبب غشاوة في عدسة العين تؤدي إلى ضعف الرؤية، فيما تعد الأشعة فوق البنفسجية أحد العوامل المساهمة في تطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض يصيب الشبكية ويؤدي إلى فقدان البصر المركزي.

وكشف النيادي أن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد في المناطق الحساسة حول العينين، مثل الجفون، موضحاً أن «التعرض لأشعة الشمس له فوائد عديدة، لكن يجب توخي الحذر لحماية العيون من أضرارها المحتملة، من خلال اتخاذ خطوات بسيطة، مثل ارتداء النظارات الشمسية والقبعات، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة، كما يمكننا الحفاظ على صحة أعيننا بالالتزام بالإجراءات الوقائية لحماية العيون، وضمان رؤية صحية على المدى الطويل».

بدوره، قال استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون، الدكتور بورخا سالفادور كولا، إنه «على الرغم من أن التعرض لأشعة الشمس ضروري كمصدر رئيس وممتاز لفيتامين D، فإن عدم اتباع الإجراءات الاحترازية خلال الصيف يمكن أن يؤدي إلى العديد من المخاطر التي قد تؤثر سلباً في صحة العين. وعلى سبيل المثال، فإن قضاء الوقت في التعرض المباشر وغير المحمي للشمس والحرارة الصيفية يسرّع شيخوخة العدسة الطبيعية للعين، مع إمكانية تكوين المياه البيضاء، ويزيد خطر الإصابة بحالات أخرى، مثل جفاف العينين والتنكس البقعي».

وأضاف: «مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الحالية، تكون العيون عرضة لتطور هذه الحالات، لذلك من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية عند الاستمتاع بالأنشطة الصيفية».

ودعا سالفادور إلى الحفاظ على رطوبة الجسم باعتبارها أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على عمل الوظائف والعمليات الحيوية لأجهزة وأعضاء الجسم بشكل جيد، خصوصاً خلال الصيف، من خلال شرب نحو لترين من الماء يومياً، للمساعدة في تعويض السوائل المفقودة، من خلال التعرق ومنع الجفاف الذي يعد من المسببات الرئيسة لتهيج العين.

وأشار إلى أهمية التغذية السليمة ونمط الحياة الصحي للحفاظ على صحة العينين، خصوصاً للأمراض المزمنة، مثل اعتلال الشبكية السكري، موضحاً أن «الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الزياكسانثين واللوتين وفيتامين C الموجودة بكثرة في التوت والخضراوات الورقية والبرتقال، أساسية لصحة العين».

ولفت إلى أهمية حماية العينين أثناء السباحة، إذ «يحتوي ماء المسبح على الكلور والماء المالح، ويمكن أن يؤثر سلباً في العينين»، مؤكداً ضرورة ارتداء نظارات السباحة لحماية العينين من بعض الحالات والعدوى. وعلاوة على ذلك، فإنها تساعد على الحماية ومنع دخول أي جسم غريب إلى العينين، مشيراً إلى احتواء ماء البحر أو المسبح على بكتيريا يمكن أن تسبب عدوى، مثل الأميبات، وهي خطرة بشكل خاص عند السباحة بالعدسات اللاصقة، ويمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة للعين.

وأضاف سالفادور: «يزيد التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية من احتمال تلف اللطخة الصفراء الواقعة قرب مركز الشبكية، وهي مسؤولة عن الرؤية المركزية والرؤية اللونية، وبالتالي فإن ارتداء النظارات الشمسية خلال الصيف ضروري لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية، التي يمكن أن تلحق ضرراً بالبقعة وتضعف الرؤية»، مشيراً إلى أهمية اختيار نظارات شمسية توفر حماية كاملة من الأشعة فوق البنفسجية لمنع التهاب القرنية الضوئي، وغيرها من حالات العين.

ودعا إلى المحافظة على ترطيب العينين، «فمع ارتفاع درجات الحرارة يفضل الناس عموماً الجلوس في الداخل مع تشغيل مكيفات الهواء على درجات حرارة منخفضة جداً، وهذا يجعل الجو حول الغرفة بارداً وجافاً، ما يؤدي إلى جفاف العينين، ومن ثم فإن استخدام الدموع الاصطناعية سيساعد في منع جفاف العينين وتجنب أي شعور بعدم الراحة الناتج عنه».

وأوضح أن الدموع الاصطناعية هي قطرات للعين تعزز الدموع الطبيعية في العينين ما يحميهما من الجفاف، وهي شبيهة بكريم ترطيب البشرة، ويمكن استخدامها للحفاظ على تزييت مناسب للعين، داعياً إلى استخدامها عند القيام بأنشطة تحتاج إلى الرؤية القريبة، مثل استخدام الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر أو القراءة.

وقال إن «بعض المرضى يعتقدون خطأ أن استخدام الدموع الاصطناعية سيوقف إنتاج الدموع الطبيعية، لكن هذا غير صحيح. وكما أن المرطب لا يغير خصائص الجلد، فإن الدموع الاصطناعية لا تغير إنتاج الدموع الطبيعية، لأنها تساعد بالفعل في منع المشكلات والمضاعفات الناجمة عن جفاف العينين».

من جانبها، حددت أخصائية طب العيون الدكتورة منى مروان، أربعة إجراءات للوقاية من أضرار أشعة الشمس على العيون، وهي: ارتداء النظارات الشمسية، حيث يجب اختيار نظارات شمسية توفر حماية 100% من الأشعة فوق البنفسجية UVA وUVB، إذ تساعد النظارات ذات العدسات الكبيرة والإطارات الملفوفة على حماية العينين والمناطق المحيطة بهما.

ولفتت إلى أن الأمر الثاني يتمثل في استخدام قبعات واسعة الحواف يمكنها أن توفر حماية إضافية للعينين عن طريق تقليل كمية الأشعة الشمسية المباشرة التي تصل إلى الوجه والعينين. أما الإجراء الثالث فهو تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة بين الساعة 10 صباحاً والرابعة مساء، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى حالاتها. وأخيراً استخدام مرطبات العينين، حيث يمكن أن تساعد قطرات العينين المرطبة في تقليل الجفاف والتهيج الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.

وأكدت ضرورة تعليم الأطفال أهمية ارتداء النظارات الشمسية منذ الصغر، لأن العيون تكون أكثر حساسية لأشعة الشمس في سن مبكرة، فالوقاية يمكن أن تقلل خطر الإصابة بمشكلات العينين المرتبطة بالشمس مستقبلاً.

• الدموع الاصطناعية لا تغير إنتاج الدموع الطبيعية، بل تساعد على منع المضاعفات الناجمة عن جفاف العينين.


تويتر


Unblock Hotstar in UAE