سجّل مركز حماية الطفل والأسرة، التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في إمارة الشارقة، بلاغاً صوتياً قدمه طفل (12 عاماً)، أفاد فيه بتعرّضه لمحاولة ابتزاز واستدراج إلكتروني من قِبل شخص يدعي قدرته على تمكينه من الفوز في إحدى الألعاب الإلكترونية والحصول على هدايا.
وتحرك فريق الاستجابة التابع للمركز إلى مقر الطفل المُبلغ، حيث تم التأكد من الحادثة، واتضح أنه احتفظ بالمحادثات التي دارت بينه وبين المبتز الإلكتروني، وهي تتضمن رقمه وبياناته الشخصية.
وتفصيلاً، استحدثت دائرة الخدمات الاجتماعية في إمارة الشارقة أنظمة جديدة لاستقبال البلاغات المتعلقة بالأطفال المعرّضين للمخاطر والإيذاء في الإمارة ومدن المنطقة الوسطى والمناطق الشرقية (خورفكان وكلباء ودبا الحصن)، وذلك من خلال تفعيل استقبال البلاغات الصوتية، حيث يتيح هذا النظام للأطفال الراغبين في التبليغ إمكانية تسجيل بلاغاتهم بسهولة ويسر، من خلال إرسال البلاغ الصوتي عبر تطبيق «واتس أب»، وتقديم البلاغ عبر نظام البريد الإلكتروني لخط النجدة، إضافة إلى نظام الإحالة من جهات رسمية، والحضور الشخصي، والاستشارات.
وقال خبير مساعد لخط النجدة في مركز حماية الطفل والأسرة، خالد الكثيري، إن المركز سجل واقعة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، تعرض لمحاولة استدراج من قبل مبتز إلكتروني، أغراه بتمكينه من الفوز بمراحل متقدمة من الألعاب الإلكترونية وهدايا، لكن الطفل كان فطناً ولم يخضع لهذه الإغراءات، وقدم بلاغاً صوتياً للمركز يوضح فيه ما تعرض له، وبالفعل تحرك فريق الاستجابة للتأكد من الحادثة وفهم حيثياتها، وتبين أن الطفل احتفظ بالمحادثات التي دارت بينه وبين المبتز، والتي تتضمن رقمه وبياناته الشخصية، وبالتواصل مع الجهات المعنية تم ضبط المتهم، وتوفير الدعم النفسي والمعنوي للطفل.
وأفاد الكثيري، بأن المركز يظهر التزاماً بحماية الأطفال، وتقديم الدعم اللازم للحالات المعرضة للمخاطر، والاستجابة الفورية للبلاغات الصوتية من الأطفال، وذلك لضمان سلامتهم ورعايتهم، مشيراً إلى الاستجابة للبلاغات الصوتية من الأطفال التي يتم استقبالها، والعمل على معالجتها أولاً بأول على مدار الساعة، من خلال التنسيق بين الإدارات المختصة والفرق الميدانية والتنسيق مع الجهات كافة ذات العلاقة.
وأوضح أن قنوات البلاغات التي يتيحها المركز تتمثل في الرقم المجاني المخصص لاستقبال البلاغات 800700 أو الإحالة من جهات رسمية أو الحضور الشخصي والبريد الإلكتروني [email protected]، مشيراً إلى أن البلاغ يتم من خلال وصول معلومات للدائرة وفق قنوات الإبلاغ عن وقوع إساءة في حق شخص من فاقدي الرعاية الاجتماعية، أو من في حكمهم من الأطفال أو كبار السن أو أصحاب الهمم أو المرضى النفسيين أو النساء المعنفات، حيث تتم الاستجابة الفورية للبلاغ أو تأمين الحقوق أو محو أثر الإساءة.
وعرّف الكثيري المهام التي يقوم بها فريق الاستجابة بالمركز بأنها تتمثل في استقبال وتلقي البلاغات الخاصة بفاقدي الرعاية الاجتماعية من المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء، والاستجابة للبلاغات الواردة كافة بعد تصنيفها وتحديد مدى خطورة الموقف الذي تتعرض له الحالة، ودرجة الاستعجال والتدخل العلاجي أو الوقائي المطلوب، واتخاذ تدابير الحماية اللازمة لضمان تمتع الحالة بكل حقوقها أو إحالتها داخلياً أو خارجياً.
وذكر أن الفريق المختص بالحماية يتحرك من المركز باتجاه الضحية لإنقاذها بعد استلام بلاغات الإساءة على الرقم 800700، وارتأينا لتطوير هذه الخدمة، استحداث خدمة استباقية، وتعني (قبل وقوع الإساءة أو الإيذاء)، وهي خدمة «الراصد الأمين»، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الطبية والصحية.
وأوضح أن «الراصد» هي خدمة مقدمة من كل اختصاصي حماية حامل صفة «الضبطية القضائية»، تخوله التدخل للحيلولة دون الإساءة للطفل، وحمايته، والإبلاغ عن أي تصرف من شأنه أن يؤذي الطفل نفسياً وجسدياً وعاطفياً وصحياً، في أي مكان أو زمان، كما أن «الراصد» يمكن أن يكون طبيباً أو مدرساً أو مربياً يقوم بالتبليغ في حال تعرض الطفل لأي إساءة، ويقوم المركز بنشر التوعية أثناء تقديمها بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بإمارة الشارقة ومدن المنطقة الوسطى والمناطق الشرقية.
وقال الكثيري إن الهدف من الأنظمة المقدمة للتبليغ عن تعرض الأطفال للخطر هو وجود طرق إضافية للوصول إلى الأطفال المعرضين للخطر، أو الذين تعرضوا له بالفعل ولم يتم التبليغ، سواء من أسرهم أو مدارسهم أو من المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها، لافتاً إلى أن المركز قد بدأ المراحل الأولية في نشر التوعوية للمستشفيات والمراكز الصحية الخاصة والحكومية، لحثهم على إبلاغنا عن الحالات التي تردهم وتكون مثاراً للشكوك، وتعريفهم بكيفية التبليغ، وما الحالات التي تستوجب الإبلاغ عنها، وكيفية تحديد درجة الخطورة والتصنيف وتقييم الضرر الناتج عن الإساءة.
وشدّد على أن الهدف من الخدمات المستحدثة لاستقبال البلاغات هي نجدة الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية المبلغ عنهم بشتى الوسائل، وضمان تمتعهم بكل حقوقهم، وتقديم خدمات استشارية لهم ولذويهم، وتقديم الدعم النفسي التخصصي إلى الذين تعرضوا للإساءة من خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل، بهدف محو آثار الإساءة، ومعالجة نفسيتهم وتعديل سلوكهم.
وأشار إلى أن خط النجدة المجاني أنشئ بقرار من المجلس التنفيذي بحكومة الشارقة 2007، ويستهدف الأطفال المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء بأنواعه المختلفة، وهو أول خط مجاني خاص بحماية الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الأول على مستوى دول الخليج العربي، وله عضوية في CHI وISPICAN، ويضم فئات أخرى بموجب قانون الرعاية الاجتماعية رقم 6 لسنة 2020، تشمل جميع فئات فاقدي الرعاية الاجتماعية مثل (كبار السن – المرأة المعنفة – الأطفال- أصحاب الهمم – المرضى النفسيين).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news