على خطى جده، سار مطلق غدير – وهو من سكان منطقة حتا – ليجد نفسه متعلقاً بحب الخيل قبل أن يُتم عامه الخامس، وهو ما حفّزه لتعلم مهارات لا تجدها إلا لدى الفوارس الكبار.
ويبلغ الطفل مطلق من العمر، حالياً، تسع سنوات، لكنك تلاحظ مدى ثقته بنفسه وقدرته على شرح أفكاره عند الحديث معه ومحاورته، كأنك تقف أمام فارس عالمي ومتحدث بارع، على الرغم من صغر سنه وبراءته.
وقبل أن يكتشف الأب شغف ابنه مطلق بالخيل، كان يسأله دائماً عما يريد أن يصبح عندما يكبر، وكانت إجابة مطلق هي «أريد أن أصبح رائد فضاء، مثل هزاع المنصوري».
وذات مرة جلس مع جده ووالده وهما يقرآن كتاب «قصتي». وسمع حديث الجد عن الجواد الأسطوري «دبي ملينيوم» الذي سطّر العديد من الإنجازات والبطولات، من بينها انتصاره في كأس دبي العالمي عام 2000.
وفي اليوم التالي أخبر والده بأنه يرغب في التدرب على ركوب الخيل.
وكانت هذه هي البداية، فقد بادر والده بصقل موهبته وتعليمه أدق التفاصيل، وحرص على تدريبه بنفسه في مزرعة جده بمنطقة حتا التي تتوافر فيها إسطبلات ومجموعة من الخيول العربية الأصيلة، إلى جانب الساحة المخصصة لتعليم وتدريب مطلق اليومي. وأكمل مطلق تدريبه في إسطبل «الرعيل» الذي أهداه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجدّه.
وقد لاحظ والده تعلقه الشديد بالجواد الذي يتدرب عليه واسمه «جوانة»، حيث كان مُلازماً له يُطعمه ويعتني به، ويجلس ساعات طويلة إلى جانبه، حتى أصبح صديقه الذي لا يفارقه.
وقرر الأب أن يشتري لابنه حصانين، الأول «الغيور» ويبلغ سبع سنوات، والثاني «خيل الجمال» الذي اسماه «العندليب» ويبلغ سنتين، ويستخدم لعروض الجمال.
واكتسب مطلق العديد من الصفات خلال تعلقه بالخيل، مثل الكرم، حيث يدعو أصدقاءه في المدرسة أيام العطل الأسبوعية، إلى ركوب الخيل في مزرعة جده، ويشجعهم على تعلم رياضة الفروسية. وعند الحديث معه تجده ينخرط في الكلام والنقاشات مع الكبار والصغار مُبدياً رأيه.
وبفضل علاقته بالخيل، تعززت ثقته بنفسه وأصبح صبوراً، ونمت لديه مهارة التركيز، كما أصبح حريصاً على قراءة الكتب المتعلقة بالخيل، ليسردها على جده ووالده عند الجلوس معهما. وقد أخبر مطلق والده بأنه يريد أن يصبح فارساً في سباقات السرعة، وأن هذه هي الأمنية التي يحلم بتحقيقها، وطلب من والده تغيير السرج، وتخصيص مدرب لتدريبه على سباقات السرعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news