تنطلق، اليوم، فعاليات النسخة الثالثة من «ليالي حتا الثقافية»، والهادفة إلى توطيد علاقة الجمهور بالتراث المحلي واستكشاف تفاصيل منطقة حتا وإمكاناتها التاريخية والطبيعية والثقافية، عبر مجموعة من الفعاليات التي تمتد على مدى 11 يوماً.
وتبرز الفعاليات ما تمتلكه منطقة حتا من مقومات تسهم في تعزيز مكانتها على الخريطة السياحية، ويأتي ذلك تجسيداً لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى إحداث تنمية شاملة في منطقة حتا وإثراء مشهدها الثقافي والفني.
وتطل «ليالي حتا الثقافية» التي تستضيفها قرية حتا التراثية بدءاً من اليوم وحتى الأول من يناير 2024، عبر أجندة غنية بالفعاليات التراثية والعروض الفنية والترفيهية التي تسهم في إبراز عادات وتقاليد منطقة حتا، وتمنح أفراد المجتمع المحلي فرصة التعرف إلى تاريخها ومناطقها السياحية المتنوعة.
وسيكون زوّار «ليالي حتا الثقافية» على موعد مع طيف واسع من الفعاليات، بدءاً من الأمسيات الشعرية التي يشارك فيها عدد من شعراء حتا، مروراً بالعروض الموسيقية والرقصات الشعبية المتنوّعة، إضافة إلى عروض حية مستلهمة من التراث الإماراتي، ومسابقات تبرز ثراء النسيج الثقافي لمنطقة حتا.
وتحدثت مدير إدارة المواقع التراثية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) مريم ظاعن التميمي لـ«الإمارات اليوم»، عن النسخة الثالثة من الفعالية، وقالت: «تتميز النسخة الثالثة من الفعالية، بكونها مهرجاناً ثقافياً عائلياً وترفيهياً، يتيح للجمهور التعرف على ألوان التراث الإماراتي المختلف من خلال العروض الثقافية التي ستكون موجودة ومنها الفرقة الحربية، والعيالة والعازي، وقد تم زيادة عدد فرق العروض وكذلك التنويع في الفنون الشعبية، كما ستتضمن الفعاليات عزف العود وعروضاً لفرقة قارعي الطبول للأطفال، وكلها فعاليات يتفاعل معها الجمهور». وأضافت التميمي: «ستقدم على المسرح الرئيس مجموعة من المسابقات والألغاز التي يستمتع بها الأطفال ومنها الألعاب المرتبطة بالتراث الإماراتي ولاسيما تراث حتا الجبلي، إلى جانب تقديم وجبة طعام من الأكلات التراثية المعروفة في حتا، فضلاً عن إقامة عرض أزياء خاص للأطفال وتحديداً الفتيات حيث سيتم في الختام اختيار أفضل زي».
ونظراً إلى أن الإمارات ترفع شعار الاستدامة في هذا العام، وكذلك أن الفعالية تنظم بعد فترة وجيزة من ختام فعاليات مؤتمر المناخ «كوب 28»، أشارت التميمي إلى أنه تم تخصيص ورش عمل خاصة بالاستدامة، وسيتم من خلالها بناء الحصون من الطين، وكذلك صناعة البرقع بطريقة مستدامة عن طريق استخدام الورق، فضلاً عن وجود مجموعة من العروض البهلوانية والمهرج والفقاعات والتي تتوجه لفئة صغار السن.
أما مسابقة الطبخ التي تم الإعلان عنها قبل المهرجان، فستتيح للنساء طبخ وإعداد الأطباق التراثية، وستتنافس النساء على كيفية إعداد الوجبة نفسها، وسيقوم الجمهور بتذوق الوجبات وهو من يقرر الفائزة، الأمر الذي يولد المزيد من التفاعل مع الجمهور.
وتضيء الفعالية على المناطق البعيدة في الدولة، وأكدت التميمي أن «ليالي حتا الثقافية» تبرز هذه المنطقة الجبلية التي تتميز بكونها ذات عادات وتقاليد مختلفة عن دبي والإمارات الأخرى، كما أن طبيعتها الجذابة والجبال الممتدة تحتوي على الكثير من الأسرار التي لا نعرفها، وهذه الفعالية تبرز تراثها العريق.
ولفتت إلى اهتمام هيئة الثقافة والفنون في دبي بالأسر المنتجة من أهالي حتا، إذ يتم من خلال الفعالية تقديم منتجاتهم في السوق، مبينة أنه لا يوجد مشاركات في ما يخص المنتجات الحرفية والتراثية من خارج حتا، وسوف تعرض المنتجات المختلفة والمرتبطة بالحرف التراثية من خلال 15 محلاً، فضلاً عن محال الطبخ الحي، حيث تقوم النساء بطبخ خبز الرقاق والحلوى.
وشددت التميمي على أن صون التراث المادي وغير المادي هو جزء من استراتيجية «دبي للثقافة»، وقد تم اختيار قرية حتا التراثية لإقامة الفعالية، لهدفين، الأول تعريف الناس على التراث المادي والمباني التراثية، ومنها الحصن والقلاع الموجودة في الموقع، وثانياً الحفاظ على التراث غير المادي والذي يشتمل على الحرف.
ونوهت بأن الهيئة تهتم بتقديم هذا التراث للجيل الشاب، وذلك وفقاً لخطة تمت دراستها، بدءاً من ترميم المباني التراثية والترويج لها وإبرازها بطريقة تتناسب مع عقول الشباب، موضحة أنه تم العمل على صيانة المتاحف من الخارج والإبقاء على الشكل التاريخي، ولكنها من الداخل تحمل الكثير من التقنيات وشاشات العرض التي تتناسب مع الجيل الشاب.
آلاف الزائرين
أكدت مدير إدارة المواقع التراثية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، مريم ظاعن التميمي، أن فعالية «ليالي حتا الثقافية» جذبت في نسختها الثانية العام الماضي 28 ألف زائر خلال 12 يوماً، وأغلبيتهم من جنسيات مختلفة وليسوا إماراتيين فقط، وتوقعت أن تجذب الفعالية في هذه النسخة ما يزيد على 30 ألف زائر.
ولفتت إلى أن مواعيد زيارة المهرجان تبدأ من الساعة الرابعة عصراً وحتى 10 ليلاً، بينما تمتد حتى 12 صباحاً في أيام الإجازات، وستتنوّع الفعاليات بين العروض على المسرح الرئيس والمعارض والتسوق.
. حصون من الطين وصناعة البرقع عن طريق الورق.. تماشياً مع الاستدامة.
. «ليالي حتا الثقافية» تبرز جمال المنطقة وطبيعتها الجذابة وجبالها الحاضنة للكثير من الأسرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news