حذر الخبير التقني المهندس محمد الشحي من انتشار مقاطع فيديو مزيفة، يتم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي تحاكي الواقع بشكل يصعب على غير المختصين تمييزه، مؤكداً ضرورة تعزيز الوعي بطرق كشف زيف هذه المقاطع، لمنع الوقوع في فخ تزييف الحقيقة.
وقال إن أولى العلامات التي تكشف الفيديوهات المزيفة، عدم تطابق الشفاه مع الكلمات المنطوقة، بسبب صعوبة دمج الصوت الحقيقي مع الفيديو المعدّل، إضافة إلى اختلاف نبرة الصوت عن النبرة الحقيقية، مع وجود ضوضاء في الخلفية غير طبيعية، أو غير متسقة.
وأضاف أن العلامة الثانية تتضمن التناقضات البشرية، كعدم اتساق الإضاءة على وجه الشخص أو على محيطه، وقد تكون الظلال غير طبيعية. كما قد يحدث وميض بشكل غير مناسب في العينين، أو لا يحدث بتاتاً. وتابع أن العلامة الثالثة هي وجود تناقضات في نسيج البشرة، خصوصاً حوافّ الوجه.
أما العلامة الرابعة، فهي إظهار محتوى الفيديو سلوكاً غير معهود للشخصية المستهدفة نتيجة التزييف العميق. وأخيراً حركات الجسم والوجه غير المتناسقة، حيث يلاحظ في الفيديوهات المعدّلة عبر الذكاء الاصطناعي، وجود حركات جامدة أو ضبابية حول الوجه، خصوصاً أثناء الحركات المفاجئة أو السريعة.
وذكر الشحي أن تقنية التزييف في مقاطع الفيديو لا تقتصر على تغير وجوه الأشخاص، بل يمكنها إنشاء شخصيات اصطناعية بالكامل، ابتداء من الوجه إلى الأصوات والحركات الواقعية، وهذه الشخصيات يمكنها أن تظهر على أنها من مؤثري التواصل الاجتماعي، ويتفاعل معها المستخدمون الحقيقيون، وينشرون محتوى مزيفاً، ما يجعل من الصعب التمييز بين الواقع الحقيقي والافتراضي، مثل إنشاء شخصية مؤثرة تقدم نصائح طبية غير صحيحة، وغير ذلك.
وتابع أن فيديوهات التزييف العميق يمكن اكتشافها عبر أدوات وتطبيقات متقدمة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لفحص المحتوى، وتقديم درجة احتمالية كونه مزيفاً، متابعاً أن هذه الأدوات تتيح تحليل الصور والفيديوهات، وتقديم تقارير دقيقة حول صحتها.