محبة الوطن من أغلى ما يحمله المواطن في قلبه، فحبُّ الأوطان من الإيمان، ودليله التفاني والإخلاص، الذي يصل إلى حد التضحية في سبيله، والذود عنه بكل غالٍ ونفيس، ثم يأتي دور اللسان ليترجم الحب من خلال تقديم كل ما هو نافع لهذا الوطن، كالاقتراحات البناءة والكلمة الطيبة التي تخدم الوطن والمواطنين. وأخيراً يأتي دور الجسد، وهو الدور المكمل لما سبق من حيث المحافظة على الوطن، وبذل الجهد والنشاط لترسيخ معاني الوفاء والانتماء، خدمةً للوطن، وذوداً عنه، ورفعةً لشأنه في كل محفل وموقف.
وترتكز الهوية الوطنية على عناصر عدة، منها الدين، واللغة كوعاء رمزي ومحتوى حضاري، والثقافة، والتراث باعتباره تعبيراً رمزياً أو شكلياً يُظهر الكثير من تاريخ المجتمع، والقيم باعتبارها موجِّهاً للأفراد نحو السلوك الإيجابي المرغوب فيه، والولاء والانتماء للوطن.
والعناية بالهوية تتطلب الاهتمام بالتربية الوطنية التي هي الأصل في الانتماء الحقيقي والمواطنة الحقيقية؛ لأنها – التربية الوطنية – سرّ نجاح النظام العام.
لذا فإن تنمية التربية الوطنية في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة تتعزز بعناصر من المتعلمين المثقفين المواطنين القادرين على استيعاب تطور المجتمع سياسياً وثقافياً واقتصادياً وعمرانياً وعلمياً وعملياً، فهذا النوع هو القادر على تغذية الجيل من أبنائنا اليوم، الذين هم عماد الأمة غداً، إلى جانب أن يأخذ الإعلام دوره في بعث وترسيخ الإحساس بمعاني الهوية في قلوب أبناء الوطن، والمجتمع.
ولابد للهوية الوطنية من مظاهر تجسد الانتماء، منها: الهوية السلوكية، كقيم الأخلاق المختلفة وإنكار الذات والتواضع والتسامح والمحبة، والهوية المظهرية التي يُعرَف الإنسان من خلالها إلى أي دولة ينتسب، وذلك بلبسه لزيه الوطني، والهوية التراثية، لأن التراث جزء لا يتجزأ من هوية أي مواطن، خصوصاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بتراث له أصالته، بالإضافة إلى الهوية اللغوية، فاللغة من أبرز مظاهر الهوية، وهويتنا اللغوية تتجلى في حديثنا باللغة العربية، وباللهجة الوطنية، وهذا لا يعني ألا نتحدث لغات أخرى، ولكن لكل مقام مقال، فعندما نكون في مواقف تستدعي الحديث بلغة أخرى نتحدث بها، ولكن عندما نكون بين زملائنا وأهلنا نتحدث بلهجتنا الوطنية الجميلة، ونحافظ عليها من مزج كلمات دخيلة بها، وفي المؤتمرات أو المجالس العلمية نتحدث اللغة العربية الفصيحة التي تمثل ثقافتنا العريقة وتراثنا الأصيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news