يستغل معلمو دروس خصوصية البوابات والمنصات التعليمية الذكية للطلاب بتحويلها إلى وسيلة للتربح، حيث يعرضون إنجاز واجبات مدرسية نيابة عن طلبة بالبوابات التعليمية، مقابل مبالغ مالية تصل إلى 500 درهم عن كل خدمة.
ويعرض هؤلاء المعلمون خدماتهم لحل تلك الواجبات نيابة عن الطلبة، مقابل مبالغ مالية تُحدد بناءً على المرحلة التعليمية، فيما تهدف البوابات الذكية إلى تحسين تجربة الطلبة الدراسية، وتعزيز فهمهم للدروس من خلال واجبات يومية، ويروّج معلمو دروس خصوصية لخدماتهم من خلال إعلانات تعرض قدرتهم على حل الواجبات المدرسية على البوابة الذكية للطلبة، أثناء جلسات الدروس الخصوصية.
وتواصلت «الإمارات اليوم» مع معلمة دروس خصوصية، تعرض خدمة حل واجبات منصات تعليمية «LMS» و«ALEF»، حيث أكدت استعدادها لحل جميع التدريبات اليومية والاختبارات التجريبية في هذه المنصات بشكل منتظم، على أن يحصل الطالب على النقاط والكؤوس التحفيزية، مقابل مبلغ 500 درهم لكل طالب.
وأوضحت المعلمة أن العملية لا تتطلب سوى إرسال البريد الإلكتروني الخاص بالطالب وكلمة السر، مع تقديم ضمان بحصول الطالب على العلامات الكاملة في جميع المواد، كما أرسلت نماذج لبعض الطلبة الذين تتولى حل واجباتهم بشكل يومي، مؤكدة نجاحهم في تحقيق نتائج عالية عبر هذه الخدمة.
في المقابل، ذكر تربويون أن إنجاز بعض معلمي الدروس الخصوصية واجبات الطالب نيابة عنه، عبر بوابة الطالب الذكية، بموافقة من ولي الأمر، بعيد عن الأهداف التعليمية الأساسية التي صممت المنصات التعليمية الذكية لتحقيقها، مثل تعزيز الاستقلالية لدى الطلبة، وتنمية مهاراتهم الفكرية والعلمية، مؤكدين أن نتائج هذه الممارسات ستنعكس سلباً على الطلبة وتحصيلهم العلمي.
وأشاروا إلى أن إعلانات معلمي الدروس الخصوصية باتت وسيلة لاستغلال التكنولوجيا التعليمية المصممة لتعزيز فهم الطلبة، ما يعطل الهدف الأساسي لهذه المنصات، كما أن ذلك يلحق ظلماً بالطلبة المتميزين والمجتهدين، إذ يجدون أنفسهم في منافسة غير عادلة مع طلبة يعتمدون على معلمي الدروس الخصوصية لحل واجباتهم نيابة عنهم، وأفادت مديرة إحدى المدارس، عائشة الزيودي، بأن تكليف بعض أولياء الأمور مدرسين خصوصيين بحل واجبات المنصات الذكية يُعدُّ جريمة في حق الطالب، إذ يحرمه من اكتساب المهارات الأساسية التي يحتاج إليها خلال الفصل الدراسي، ما يعرضه للإخفاق في تحقيق المعدلات الأكاديمية المطلوبة.
وأضافت الزيودي أن القيادات المدرسية لا تسمح لأحد بحل الواجبات نيابة عن الطالب، موضحة أنها تلقت إعلانات من معلمي دروس خصوصية يعرضون خدمة حل الواجبات مقابل مبلغ مادي، وهو أمر مؤسف، خصوصاً مع تجاوب بعض أولياء الأمور مع هذه العروض.
وأشارت إلى أن هذه المنصات صُممت خصيصاً لتعزيز مهارات الطلبة القرائية والكتابية، بهدف تمكينهم من اجتياز المراحل الدراسية المتقدمة.
فيما ذكرت معلمة اللغة العربية، شيخة أحمد، أن الهدف الأساسي من المنصات التعليمية هو تمكين الطلبة من اكتساب مهاراتهم بشكل مستقل، فقد مصممة هذه المنصات لتكون أداة تعليمية تسهم في تعزيز الفهم، وتعليم الطلبة كيفية التعامل مع المهام اليومية، وتحقيق التقدم الأكاديمي بمفردهم.
وأضافت أن تكليف أشخاص آخرين بحل هذه الواجبات نيابة عن الطلبة يشكل تحدياً كبيراً، يعيق الأهداف التي كانت المنصات التعليمية تهدف إلى تحقيقها.
وأكدت أن هذا السلوك يحرم الطلبة من فرصة تعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، فحل الواجبات بأنفسهم فرصة لتطوير القدرة على التفكير النقدي والتحليل، وهو ما سيبني لديهم أساساً قوياً للنجاح في المراحل الدراسية المقبلة.
ورأت شيخة أحمد أن من الضروري أن يتعاون ولي الأمر مع أهداف هذه المنصات التعليمية لضمان استخدامها بالشكل الأمثل، بحيث تكون وسيلة لتعزيز الاستقلالية الأكاديمية، وتطوير المهارات الذاتية للطلاب، وليست وسيلة للتهرب من المسؤولية أو للاستفادة المالية على حساب مستقبل الطلبة.
من جهتها، أشارت معلمة الدروس الخصوصية المعتمدة، هبة محمد، إلى أن حل الواجبات نيابة عن الطلاب عبر البوابات الذكية قد يخلق فجوة كبيرة في فهم الطالب للمادة، مبينة أن هذه الممارسات تؤدي إلى تراجع في قدرة الطالب على تطبيق المعرفة بشكل عملي، حيث تعتمد العملية التعليمية على الفهم العميق للمحتوى وممارسته بشكل مستمر.
وأكدت أن الطالب الذي يعتمد على الآخرين في حل واجباته يفتقد إلى فرصة اختبار مهاراته الذاتية، ما يؤثر سلباً في تطوير شخصيته الأكاديمية، ويجعل تحصيله غير مستدام.
وذكرت أن دور معلم الدروس الخصوصية ليس فقط في مساعدة الطلبة على فهم المادة، بل أيضاً في توجيههم نحو استراتيجيات التعلم الفعالة التي تجعلهم قادرين على تجاوز تحديات الدراسة بأنفسهم. إن تقديم الواجبات وحلها يجب أن يكون خطوة من خطوات تعلم الطالب، وهو ما يضمن له النجاح الأكاديمي والنضج المعرفي.
تربويون:
. إنجاز بعض معلمي الدروس الخصوصية واجبات الطالب نيابة عنه، عبر بوابة الطالب الذكية، بموافقة من ولي الأمر، بعيد عن الأهداف التعليمية الأساسية التي صُممت المنصات التعليمية الذكية لتحقيقها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news