استطاعت فاطمة إسماعيل الصرايرة والدة طفل مصاب باضطراب طيف التوحد، أن تحوّل محنتها إلى رسالة أمل لأمهات أطفال يعانون اضطراب «طيف التوحد»، مستفيدة من المنصة الوطنية للتطوع التي تُشرف عليها وزارة تنمية المجتمع، والتي أتاحت الفرصة أمام العديد من الأمهات من أصحاب المبادرات التطوعية الخلاقة في المجتمع الإماراتي، لعلاج ودعم أطفال طيف التوحد.
وأفادت الصرايرة، بأنها أطلقت مبادرة «بيان.. من أجل التوحد»، لدعم وتعزيز الصحة النفسية لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مضيفة أنها نفّذت ورشاً عديدة للأمهات عن كيفية استخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي المثبت علمياً مع أبنائهم.
وقالت إنها تسعى دائماً إلى تقديم الدعم للأمهات من خلال توظيف النظريات التي درستها، وتخصصت فيها بعد حصولها على رخصة البورد الأميركي الكندي في السلوك وإسقاط المشاعر والأفكار السلبية وتحويلها إلى تحدٍ إبداعي، فضلاً عن إعدادها دراسات علمية عن اضطراب طيف التوحد.
وعملت الصرايرة جاهدة على تحويل معاناتها مع طفلها إلى منحة أعطت الأمل، وفتحت أبواباً جديدة من النجاح بعد صعاب أمام أطفال آخرين مصابين بالمرض نفسه، حيث تواجه أمهات الأطفال أصحاب الهمم من فئة اضطراب طيف التوحد كثيراً من التحديات، سواء ارتبطت بعلاج أبنائهم أو حتى بهم شخصياً من ناحية تأهيلهم، كونهم المعني الأول برعايتهم.
وتابعت الصرايرة، المتخصصة في علم النفس التطبيقي والباحثة في دراسات عليا ماجستير علم اجتماع – مسار الإرشاد الأسري، لـ«الإمارات اليوم»، إن السبب الذي جعلها تتجه لتوعية المجتمع باضطراب طيف التوحد، هو تجربتها الشخصية مع طفلها (سالم) ذي الـ15 عاماً، الذي ظهرت عليه علامات هذا الاضطراب منذ ولادته، حيث تسبب ذلك في دخولها مرحلة الإنكار والاكتئاب مدة تجاوزت ثماني سنوات.
وأضافت: «قررتُ أن أواجه التوحد وأن أتكيف معه بالصبر والعلم. وبناء على دراستي لنظريات علم النفس التطبيقي وعملي أخصائية نفسية، قررت أن أخصص جهدي وعلمي لتوعية أولياء أمور الأطفال أصحاب الهمم من هذه الفئة، بهدف مواجهة الأفكار وطرق العلاج غير الدقيقة لاضطراب طيف التوحد من غير المتخصصين».
وذكرت أنه في ما يخص حالة طفلها (سالم) ومدى تطورها، فإنه تبين أن تشخيصها شديد إلى شديد جداً، كما أنه غير ناطق وترافقه إعاقة ذهنية عميقة، ما زاد التحدي في التعامل معه، مشيرة إلى أنها بدأت تطبيق تعديل السلوك الإنساني والتحليل لمدة ثلاثة أشهر، ما انعكس إيجابياً عليه، حيث تطور سلوكه من خلال التواصل البصري وغير اللفظي، باستخدام لغة الإشارة والصور والموسيقى كعلاج.
ولفتت إلى تعدد مواهب (سالم) التي أهلته للحصول على العديد من شهادات التقدير في التطور السلوكي والوظيفي والرياضي من جهات متعددة، مثل القيادة العامة لشرطة دبي، ومركز «محمد بن راشد للتعليم الخاص» وغيرهما.
واشتركت الصرايرة في المنصة الوطنية للتطوع (متطوعين.إمارات) منذ أربع سنوات، وقدمت الدعم النفسي والمعنوي لأسر أطفال اضطراب طيف التوحد، حيث وجدت في المنصة فرصة كبيرة للوصول إلى كل شرائح المجتمع، مبينة أن هناك اهتماماً واضحاً من المنصة بخدمة هذه الفئة ودعمها، وتوفير فرص تطوعية مهمة عبر تشجيع الشباب على التطوع لتعزيز الدمج المجتمعي، منوهة بالجهود الكبيرة والبارزة التي تبذلها وزارة تنمية المجتمع، بهدف نشر ثقافة التطوع في الإمارات.
وفي ما يخص رسالتها المجتمعية، تقول إنها تكمن في «أن أطفال اضطراب طيف التوحد هم أطياف مفعمة بالألوان، فرفقاً بهم وبأمهاتهم ولا تقارنوا بينهم.. أحبوهم واغمروهم بعاطفتكم».
فاطمة الصرايرة:
. أطفال اضطراب طيف التوحد هم أطياف مفعمة بالألوان، فرفقاً بهم وبأمهاتهم.. أحبوهم واغمروهم بعاطفتكم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news