منحت جامعة الشارقة بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك درجة الماجستير للباحثة فاطمة محمد الخاطري، مرشد علمي في القبة الفلكية والمعارض بالأكاديمية، وهي أول باحثة إماراتية تحصل على درجة ماجستير العلوم في علوم الفضاء والفلك، عن رسالتها التي جاءت تحت عنوان: “التصنيف الطيفي لمصادر أشعة سينية نجمية مختارة في سحابة ماجلان الصغرى”.
وأكد أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة الشارقة ورئيس لجنة المناقشة الدكتور مشهور الوردات أن البرنامج يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اعتماده من قبل وزارة التربية والتعليم منذ ثلاث سنوات تنفيذاً لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، ويهدف إلى بناء الكوادر البشرية القادرة على النهوض بمشاريع علوم الفضاء والفلك التي تتبناها الدولة ضمن خطتها الاستراتيجية في هذا المجال.
وقدمت فاطمة الخاطري خلال مناقشتها تصنيفًا طيفيًا للعديد من مصادر الأشعة السينية في سحابة ماجلان الصغرى، والتي تم اختيارها باستخدام مرصد شاندرا للأشعة السينية، وتتجلى أهميته في القدرة على الحصول على إحصائيات كافية في مناطق مختلفة في سحابة ماجلان الصغرى، بهدف إنشاء ومقارنة التوزيع الشامل للنجوم المانحة في مجموعات سكانية مختلفة لأول مرة.
وأضافت قائلة: “نقوم بحملة التحليل الطيفي باستخدام أداة الطيف المرئي متعدد الأجسام (VIMOS) على التلسكوب الكبير جدًا (VLT) الذي يبلغ قطره 8.2 مترًا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، ويتيح لنا ذلك تحديد وتمييز المرافق البصري للأنظمة النجمية لمجموعة Be-ray Binaries (Be-XRBs) من خلال مسح تم إجراؤه لبعض الأجزاء المختارة من سحابة ماجلان الصغرى لسطوع الأشعة السينية، وبالتالي سيتم الحصول على أكثر تعداد كامل لـ BeXRBs خارج مجرتنا في مناطق لها تواريخ مختلفة لتكوين النجوم. ونتيجة لذلك، سيتم تحديد النوع الطيفي للنجوم المانحة جنبًا إلى جنب مع التوزيع الشامل في هذه الأنظمة في سحابة ماجلان الصغرى”.
وقالت فاطمة الخاطري لـ”الإمارات اليوم”، إن حصولها على درجة الماجستير كأول باحثة إماراتية في مجال العلوم والفلك يعد فخراً كبيراً لها، لأن هذا الإنجاز سيعود بالإيجاب على الدولة، مضيفة بأن “صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أتاح آليات التعليم ودراسة التخصصات العلمية، بما وفر علينا عناء السفر للخارج، لذلك انتظرت فترة طويلة لحين فتح هذا التخصص حتى أدرسه”.
وأضافت أن حب مجال علوم الفضاء والفلك بدأ لديها من الصغر، لاسيما وأنها من سكان مدينة الذيد، قائلة: “كان يشدني منظر النجوم، وازداد تعلقي بهذا المجال حينما بدأت أقرأ عن الفضاء؛ فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) كان لديه رؤية للفضاء حينما التقى رواد أبوللو، وحينها فكرت كيف كان الوالد المؤسس ينظر إلى الفضاء في السبعينيات بينما أصبحنا حالياً في مكانة أخرى في هذا المضمار، وهو الأمر الذي خلق لديّ حب الطموح والتعلم لرد ولو شيء قليل إلى الدولة”.
وتابعت: “أعمل حالياً كباحثة في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وبجانب مسيرتي الوظيفية أستهدف إكمال مسيرتي العلمية في مجال الدكتوراه في نفس المجال وهو تخصص الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، لأنها تختص بدراسة النجوم التي تطلق الأشعة السينية”.
وواصلت: “الدولة رؤيتها ليست فقط معانقة الفضاء بل أصبحت طموحاتها الآن بلا حدود، وهو الأمر الذي يتطلب توافر كوادر وطنية حتى تخدم هذا المجال، فبدون العلم لن نستطيع أن نحقق شيئاً، لاسيما وأن العمل يجري حالياً على رؤية الدولة 2117 ببناء مستعمرة فوق سطح المريخ؛ وهو الأمر الذي يتطلب جهداً منقطع النظير لنصل إلى ما نصبو إليه”.
وتكونت لجنة المناقشة من أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة الشارقة ورئيس لجنة المناقشة الدكتور مشهور الوردات، ومدير قسم علوم الفضاء بالأكاديمية الدكتور إلياس فرنيني مناقشاً داخلياً، والدكتور أندرياس زيزاس من جامعة كريت ومعهد علم الفلك في مؤسسة البحث والتكنولوجيا باليونان مناقشاً خارجياً، والدكتور أنطونيوس مانوساكيس أستاذ مساعد في قسم البحوث والمشاريع العلمية بالأكاديمية المشرف على الرسالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news