أبدى ذوو طلبة تخوفهم من انتشار ظواهر مخالفة للائحة السلوك المدرسي بين الطلبة، ومن انعكاسها على أبنائهم، مشيرين إلى مظاهر غير مألوفة، أبرزها إطالة شعر الرأس للذكور، أو تقصيره للطالبات، فضلاً عن عمل تصفيفات غير ملائمة للبيئة التعليمية، ولا تناسب هيئتهم كطلبة.
وطالبوا الإدارات المدرسية بتشديد العمل بلوائح السلوك، لضمان الانضباط المدرسي.
ويتجاوز طلبة لوائح السلوك المدرسي في ما يخص المظهر العام، الأمر الذي حذّر منه خبراء ومتخصصون، معتبرين أن أولياء الأمور هم المسؤول الأول عن مثل هذه المخالفات، إضافة إلى عدم تشديد بعض المدارس على لوائح السلوك المدرسي.
وقالت مديرة مدرسة الكمال الخاصة، فاطمة أبومويس، إن انشغال الأبوين وانتشار السوشيال ميديا لدى الأغلبية، تسببا في ظهور مخالفات لوائح السلوك المدرسي، مشيرة إلى أن «طول فترة عمل الأم والأب خارج المنزل، يفتح الباب أمام الأطفال للاطلاع على أمور غير مناسبة، فضلاً عن أن الأولاد يتحدثون ويشجعون بعضهم على أمور تشغلهم عن الدراسة».
وأضافت: «كل المدارس لديها لائحة سلوك وقانون داخلي، لكن الفرق في التطبيق والمتابعة. وفي مدرستي أتابع باستمرار الكاميرات، لرصد أي مخالفات، حيث نستخدم علامات السلوك كجزء يخلق حافزاً للطلبة للالتزام»، مؤكدة أن «وزارة التربية والتعليم حَمَت المدارس بلائحة السلوك، لكن الأمر يرجع إلى المتابعة من جانب الإدارات المدرسية».
وشرحت أن هناك طلبة لديهم مشكلات داخل المنزل، ومن ثم لابد من متابعتهم بشكل خاص من جانب الأخصائي النفسي، لأنهم يعبرون عن مشكلاتهم بسلوكيات تنطوي على الرغبة في التمرد على الظروف التي يعيشونها، وقد يأخذ ذلك أشكالاً مختلفة، مثل اللباس غير المألوف أو قصات الشعر الغريبة.
وذكرت أن «الطلاب لديهم وعي بالحريات بصورة كبيرة، لذلك علينا بالمقابل أن نكون مستعدين بالسياسات التي تهذّب من السلوك، وتتصدى للمخالفات التي لا تظهر قيمة الاحترام الكاملة للمدرسة».
بدوره، حدد مدير مؤسسة الشعلة التعليمية، إبراهيم بركة، عوامل مختلفة تسببت في تغيّر احترام الطلاب لتقاليد ونظم المدرسة عمّا كانت عليه في السابق، أولها تدهور منظومة القيم بصورة عامة داخل المجتمعات، خصوصاً ما يرتبط بدور الأب والأم والمعلم والمدرسة واحترام الكبار ومراعاة حق الجوار والصداقة والزمالة وغير ذلك من القيم التي كانت تعطي للطالب حصانة وضمانة لحسن التصرف. وأكد التأثير السلبي لضعف دور الأب والأم في التعامل مع أبنائهما، وعدم متابعتهما لهم بدرجة كافية.
ولفت إلى أن العوامل تتضمن أيضاً، ضعف تواصل البيت مع المدرسة، ما ترك للطالب مساحة للتستر على مخالفاته وعدم محاسبته، وانشغال الطلبة في أمور جديدة تبعدهم عن اكتساب العادات السليمة، والتأثر بما يشاهدونه على مواقع التواصل الاجتماعي من تصرفات منافية للذوق العام.
أما الخبير التعليمي، الدكتور سعيد نوري، فقال: «لاحظت تغيرات أساسية وجذرية في كثير من سلوكيات الطلاب، فتجد منهم من يطلقون شعرهم بكثافة بموضات غريبة على مجتمعنا، وكذلك البنات يضعن تسريحات غريبة أو لم تكن موجودة أبداً».
وأكد أن الحرية الشخصية هي سلاح ذو حدين، فقد تجرح الآخرين أو تؤذي صاحبها، ولابد من عودة الرقابة الأبوية على الأبناء، لأنها مسؤولية، حتى لا تفلت الأمور وتتحول من سيئ إلى أسوأ.
وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن عدم احترام اللوائح المدرسية، يعود إلى غياب الإشراف والرقابة الأبوية الدائمة وفقدان المتابعة، وعدم تأكيد الوالدين على احترام الآخرين.
وتابع: «هذا المظهر تسببت فيه وسائل التواصل الاجتماعي»، مؤكداً أن المدرسة هي المؤسسة التي تُعنى بالتنشئة الاجتماعية بعد الأسرة فلها القيمة نفسها. ولابد أن نضع اللوم أحياناً على الأسرة، ولابد من الرقابة على الأبناء وتعزيز احترام المعلم والمدرسة، وعدم التساهل مع الأبناء».
وشدد على ضرورة تطبيق قواعد صارمة في المخالفات على الطلبة، وتفعيل لوائح السلوك، لمواجهة عدم احترام أعضاء الهيئات التدريسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news