طلبة يبتكرون نظاماً لمراقبة المرضى بـ «الواي فاي»

نجح أربعة طلبة من قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بكلية الهندسة – جامعة أبوظبي، في ابتكار نظام مراقبة صحي آمن قائم على الذكاء الاصطناعي باستخدام إشارات الإنترنت (الواي فاي)، الذي قد يغير مشهد مراقبة المرضى، حيث يهدف النظام الذي طوره الطلبة، كامل قاسم، وسارة صيام، ويوسف سالم، وأحمد هادي، تحت إشراف الدكتور مراد الرجب، إلى معالجة التحديات طويلة الأمد المرتبطة بأساليب مراقبة العلامات الحيوية للإنسان، مثل التنفس ومعدل نبضات القلب عبر إشارات الإنترنت اللاسلكية.

وتفصيلاً، أكد الطلبة المشاركون في المشروع أن هذا النظام المبتكر يجسد كيفية تطويع التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي في معالجة تحديات الرعاية الصحية، ما يمهد الطريق لمستقبل تتوافر فيه مراقبة طبية عالية الجودة للجميع، وفي أي وقت وفي أي مكان، مشيرين إلى أن الابتكار يُعد تطبيقاً متنقلاً للمرضى ومقدمي الرعاية، ويتيح المراقبة المستمرة للعلامات الحيوية للمرضى، من دون الحاجة إلى الأسلاك وأجهزة الاستشعار المادية، ما يمكنهم من القيام بدور نشط في إدارة صحتهم أثناء البقاء، خاصة الأفراد الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو المرضى كبار السن، كما يقلل من مخاطر العدوى المكتسبة من المستشفيات، ويسهم في تحسين النتائج الصحية، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية بشكل كبير.

وأشار الطلبة إلى أن أنظمة المراقبة التقليدية، تعتمد غالباً على مجموعة من الأسلاك وأجهزة الاستشعار المرتبطة بالمرضى، ما يسبب عدم الراحة، ويحد من حرية الحركة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هذه الأنظمة عرضة للإنذارات الكاذبة، وتتسبب في زيادة إرهاق موظفي الرعاية الصحية، وتعريض رعاية المرضى للخطر، لافتين إلى أن المشروع يتغلب أيضاً على تحديات المراقبة المستمرة خارج المستشفيات، والتي شكلت خطراً على العديد من المرضى، خاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، ويتعرضون للتدهور الصحي غير المكتشف بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى مراكز الرعاية الصحية، وأيضاً التحديات المتعلقة بمراقبة علامات المرضى الحيوية أثناء حدوث الأوبئة.

وأكدوا أن ابتكارهم يتغلب على هذه التحديات من خلال تسخير قوة تقنية «الواي فاي» والذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم النظام المبتكر إشارات «الواي فاي» لاكتشاف التغييرات الدقيقة في العلامات الحيوية للمريض مع الحفاظ على خصوصية المريض وأمن بياناته الصحية، ما يلغي الحاجة إلى الاتصال الجسدي أو المستشعرات المتخصصة، كما يستفيد النظام من خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحليل البيانات.

ولفتوا إلى حرصهم خلال تصميم الابتكار على أن تكون واجهة النظام سهلة الاستخدام، وتندمج بسلاسة في تدفقات العمل الحالية للرعاية الصحية، بحيث يمكن للأطباء والممرضات مراقبة مرضاهم بسهولة، من خلال لوحة معلومات آمنة على الويب، ما يوفر لهم وصولاً فورياً إلى بيانات الإشارات الحيوية وتنبيهات لأي تغيرات غير طبيعية في معدلات التنفس وضربات القلب، كما يمكن الحصول على هذه المعلومات في الوقت المناسب المتخصصين في الرعاية الصحية من اتخاذ القرارات والتدخلات في الوقت المناسب، وإنقاذ المرضى.

• الابتكار يُعد تطبيقاً متنقلاً للمرضى ومقدمي الرعاية، ويتيح المراقبة المستمرة للعلامات الحيوية للمرضى.