بعد مضي ست سنوات في ميدان تدريس اللغة العربية، قررت المواطنة سمية أحمد المنصوري البالغة 36 عاماً (من مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة)، تغيير مجرى حياتها المهنية في عام 2019، بعدما اكتشفت شغفها الحقيقي بفن صنع الخبز المحلي والفرنسي.
وذكرت المنصوري أنها أطلقت مشروعها – الذي يُعرف على نطاق واسع في المدينة باسم «المخبز السري» بسبب وقوعه داخل منزل – في ظل تحديات عدة فرضتها جائحة كورونا، كان أبرزها نفاد الخبز من البقالات في ساعات مبكرة، وهو ما جعلها تقرر الاستفادة من مهارتها في صناعة الخبز، وتوفيره لأهالي منطقتها من خلال المخبز الذي أسسته بنفسها.
وقالت إنها انطلقت من غرفة صغيرة في منزلها، وبدأت رحلتها لتلبية حاجة المجتمع المحلي إلى الخبز الطازج. وخلال فترة قصيرة أصبحت مصدراً إضافياً للخبز في منطقتها، إذ انتشر صيتها ليتجاوز حدود مدينة خورفكان ويصل إلى مدن وإمارات أخرى.
واستطاعت المنصوري – باتخاذها خطوتها الجريئة هذه – أن تجسد مفهوم الروح الريادية، والتكيف مع الظروف المتغيرة، وتحويل التحديات إلى فرص. فقد تحولت الغرفة البسيطة في منزلها إلى مركز لصنع المخبوزات المحلية، يقصده الأهالي منذ ساعات الصباح الأولى، للاستمتاع بالطعم الفريد الذي يقدّمه لهم مخبزها.
وأكدت سمية أن جميع المخبوزات تنفد قبل أن تشير الساعة إلى 11 صباحاً.
وتابعت أن زوجها اقترح عليها لاحقاً – مع تزايد الطلب على المخبوزات – التوسع في مشروعها، من خلال تحويل المجلس المخصص للضيوف إلى مقر لاستقبال الطلبات.
وقالت إن هذا الاقتراح كان مفتاحاً لتوسّع مشروعها وزيادة حجم المخبوزات فيه، إذ تحول الموقع من مجرد غرفة صغيرة إلى فضاء أوسع، وتالياً أكثر احترافية.
وأضافت: «بدأنا في العمل على توسيع المخبز، وتمكّنا من زيادة عدد العاملات الموجودات فيه. وقد لاقت الأنواع الجديدة من المخبوزات استحساناً كبيراً من العملاء. وأصبح هؤلاء يفضلون الانتظار داخل المخبز قبل الحصول على طلبياتهم، وهو ما أتاح لهم مشاهدة كل خطوة في عملية الإعداد، حتى تُسلم المخبوزات طازجة وساخنة إلى أيديهم مباشرة». وأكدت أن «هذه التجربة أضفت جواً مميزاً على المخبز، وجعلته أكثر حيوية بسبب التفاعل المستمر مع العملاء». وشرحت المنصوري أنها لم تكتف بتقديم المخبوزات المحلية، بل قررت التوسع في الأنواع المقدمة، فاتجهت إلى عالم المخبوزات الفرنسية، حيث تعلمت أسرار فنون الخبز الفرنسي، من خلال حضور دورات تدريبية مع أشهر الخبّازين في الدولة، كما تعلمت أساسيات صناعة الخبز، واختيار النوعية المناسبة من الطحين، إضافة إلى الأدوات الخاصة التي تساعدها في عملية الخبز. وقالت إنها أضافت مجموعة من المخبوزات الفرنسية إلى قائمة منتجاتها بعدما اكتسبت الخبرة اللازمة، وأصبحت ماهرة في إعدادها.
وتحوّل مخبز سمية المنصوري «السري» إلى وجهة مميزة للرحلات المدرسية في مدينة خورفكان، حيث يخوض زواره من الطلاب تجربة فريدة من نوعها فيه، فهم يشاركون في إعداد مخبوزاتهم بأنفسهم، ما يضفي على الزيارة جواً تعليمياً وترفيهياً.
ولتعزيز التعليم والمرح لدى الأطفال، نظمت لهم المنصوري دورات خاصة، تمكنهم من اكتساب مهارات الخبز وتتيح لهم الاستمتاع بتجربة فريدة وممتعة.
وعن شهرة المخبز، قالت المنصوري: «بعد اكتساب المخبز شهرة كبيرة، اقترحت إحدى مؤثرات التواصل الاجتماعي التسويق له تطوعاً منها دون مقابل مالي، ومن ثم بدأ عدد من المؤثرين باتباعها في التسويق للمخبز، ما أضفى عليه شهرة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما ساعدنا على تحقيق أرباح متدفقة، واستمرار النجاح في المشروع».
وكان قد سبق للمنصوري إطلاق مشروع تعليمي ترفيهي، حمل اسم «كرافيتون»، بهدف تعليم الأطفال مهارات أساسية بطريقة مبتكرة، بعيداً عن وسائل الترفيه الإلكترونية التي تؤثر سلباً في تطورهم. كما أن مشروع «كرافيتون»، كان جزءاً من إسهاماتها في تطوير المجتمع وتقديم تجربة تعليمية مميزة، إلا أن جائحة كورونا وضعت تحديات جديدة أمام المشروع، نتيجة قيود التباعد الاجتماعي.
. سمية استطاعت أن تجسد مفهوم التكيف مع الظروف وتُحوّل التحديات إلى فرص.
. لم تكتف سمية بتقديم المخبوزات المحلية، فاتجهت إلى عالم المخبوزات الفرنسية.
. مخبز سمية المنصوري «السري» تحوّل إلى وجهة مميزة للرحلات المدرسية في مدينة خورفكان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news