تفتح مدينة حتا ذراعيها بدفء لكل زائر يطأ أرضها، تأسرهم بأحضان الطبيعة الخلابة التي تزخر بها الجبال الشاهقة والوديان الساحرة، والتي تضفي جاذبية خاصة تجعلها تتفرد عن غيرها من المناطق، فهي ليست مكاناً فقط، بل تجربة ساحرة تفوح بعبق الطبيعة وترحيب أهلها.
«الإمارات اليوم» التقت أحد أعيان مدينة حتا، الوالد سعيد محمد سالم بن سالمين البدواوي، البالغ من العمر 71 عاماً، والذي ولد في مدينة حتا، وعاش حياة البساطة بين أفراد أسرته وجيرانه، واكتسب تجربة ثرية من خلال طبيعتها الجبلية والريفية، حيث يتشارك أبناء حتا في ارتباطهم القوي مع تاريخ وعراقة المدينة، ما يعزز روح المجتمع، ويضفي على حتا أصالة فريدة متناغمة بروح عصرية، ويمنحها هوية فريدة وجاذبية مستدامة.
واستذكر البدواوي الماضي، قائلاً: «أنا من قبيلة البدواوي، التي استوطنت حتا منذ وقت قديم جداً، فقد كانت البيوت في السابق تتألف من خيام وعرش تصنع من جريد النخل وأغصان السدر والسمر، ورغم المساحة المحدودة، كانت كافية لاستضافة عدد كبير من السكان، ما أسهم في تشكيل نمط فريد من الترابط الاجتماعي، وأسهم في تعلم جميع فنون الحياة».
وتحدث البدواوي عن الأثر الواضح على أبناء حتا في ارتباطهم بالتراث والاعتزاز به، قائلاً: «لقد علمنا آباؤنا معنى أن نكون أبناء لهذه المدينة التي تعتبر الأصالة عنوانها، حيث توارث المزارعون من الآباء حب حراثة هذه الأرض، واستمرارية العمل في زراعتها، ورعي الإبل والأغنام، وفن تربية النحل، واستخلاص العسل منها، مع المحافظة على استدامتها، كما حافظ أجدادنا على هوية المدينة عبر نقل تلك القيم والتقاليد إلى الأبناء».
وتابع «يحفظ الشباب في حتا والأطفال إرث الأجداد في صدورهم، ويجسدونه في أعمالهم ومشروعاتهم، التي تتمحور بشكل رئيس حول الصورة الأصيلة والتراثية للمنطقة، حيث يشكل الاعتزاز بالتراث جزءاً أساسياً من هويتهم، ويعكس التمسك الجاد بالقيم والتقاليد التي جعلت من حتا مكاناً فريداً ومميزاً».
وأضاف البدواوي أن القيادة الرشيدة في إمارة دبي قد أسهمت بشكل كبير في رفع مستوى مدينة حتا، ووضعها في مصاف المدن السياحية المتميزة، التي يتوجه إليها السياح والمواطنون والمقيمون على حد سواء، مشيراً إلى أن النجاحات المتتالية للمهرجانات المنظمة في المدينة أسهمت في جعلها وجهة سياحية، ومقصداً يتوافد عليه الجميع، إذ يعكس هذا التطور الرائع الذي شهدته حتا تفاعلاً إيجابياً مع الرؤية الحكيمة للقيادة، ويجعلها علامة بارزة في خريطة الجذب السياحي في الإمارات.
وأكد البدواوي أن أبناء حتا يفتحون أبوابهم بكل سرور لزوار مدينتهم، ويستقبلونهم بحرارة، ويقومون بأداء واجب الضيافة بشكل يعكس تراث الضيافة الذي ورثوه من الأجداد، فهم يعتبرون أهل المدينة المضيافين، وقد نقلوا هذه السمة عبر الأجيال، ما يجعل زيارة حتا تجربة لا تُنسى، تتسم بالترحاب والتآلف.
سعيد البدواوي:
البيوت كانت تتشكل من جريد النخل وأغصان السدر والسمر وتستوعب عدداً كبيراً من السكان، ما أسهم في تشكيل نمط فريد من الترابط الاجتماعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news