شكا ذوو أطفال في أبوظبي «عودة اختبارات القبول لتسجيل الطلبة في مرحلة رياض الأطفال بالمدارس الخاصة، على الرغم من منعها خلال السنوات الثلاث الماضية»، مشيرين إلى أن «عملية تقييم الطفل تتسم بالصعوبة وغير مسموح للأهل بحضورها».
وطالبوا بوضع معايير موحدة ملزمة للمدارس الخاصة في عمليات القبول، لتوفير نظام تسجيل يتسم بالشفافية والمساواة.
من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة أن على المدارس قبول الطلبة في مرحلة رياض الأطفال دون إجراء أي شكل من أشكال الاختبارات أو المقابلات.
وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة في سن رياض الأطفال قدموا لأبنائهم في مدارس خاصة، أنهم تلقوا رسائل من المدارس تفيد بتحديد موعد للمقابلة، مشيرين إلى أنهم فوجئوا في الموعد المحدد بأن المدارس تعقد اختبارات للأطفال، وترفض من يظهر عليه الخوف أو التردد، خصوصاً أن الأهل يمنعون من الدخول وتكون المقابلة مع الطفل بمفرده.
وقال ذوو طلبة، طارق صبحي وسامح علي ونهى حمدي وميادة سعود، إنهم ذهبوا بأطفالهم إلى مدارس خاصة، حسب المواعيد المحددة، ووجدوا طلبة آخرين في الموعد نفسه، وينادى على كل طفل للدخول بمفرده، فيما تجري المقابلة أكثر من معلمة، مشيرين إلى أن «الطفل مطالب بكتابة الحروف ومعرفة الأشكال الهندسية».
وذكر أحمد فتحي أنه سجل ابنته قبل عامين في رياض الأطفال ولم تجر أي اختبارات للقبول، لكن المدرسة نفسها اشترطت هذا العام إجراء مقابلة مع طفله الثاني، مشيراً إلى أن المقابلة انقسمت إلى جزأين، الأول شفوي والثاني على «تابلت» تم تسليمه له.
وتابع أنهم حددوا له ثلاث دقائق لإنهاء الاختبار، الذي يتكوّن من مجموعة صور ويطلب من الطفل اختيار الصورة الصحيحة، متسائلاً عما إذا كانت هذه الاختبارات تتوافق مع اللوائح التعليمية المنظمة لقبول الطلبة في رياض الأطفال؟
وأكد ذوو طلبة قدموا لأبنائهم في رياض أطفال خاصة، أن المدارس وضعت أولويات للقبول، تتضمن وجود أشقاء للطفل في المدرسة، وتقديم شهادة تفيد بتسجيل الطفل في حضانة قبل سن رياض الأطفال، واجتياز مقابلة تقييم التواصل مع الآخرين، وقياس مهاراتهم الأساسية، إضافة إلى تعبئة استمارة تعارف تتضمن بيانات الأب والأم ومؤهلاتهما الدراسية، واللغات التي يجيدانها، ووظيفتيهما داخل الدولة.
في المقابل، أكد إداريون ومسؤولو تسجيل في مدارس خاصة أن مقابلات طلبة رياض الأطفال لا تُعد اختبارات، بل لقاءات فردية تهدف للتعرف إلى الطالب، والتأكد من أنه طبيعي، ولا يعاني أي مشكلات قد تقف عائقاً أمام تعليمه وسط بقية الطلبة، مشيرين إلى أن «كثيراً من الأسر ترفض الاعتراف بأن أطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو يعانون أي صعوبات تعلم ويحتاجون إلى صفوف تعليم خاصة، ويصرّون على تسجيلهم من دون هذه المقابلات».
وشرحوا أن «قبول طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، واكتشاف الأمر بعد تسجيلهم وبدء العام الدراسي، يتسبب في مشكلات للمدرسة تضرّ بالعملية التعليمية».
وأكدوا أهمية المقابلة لطلبة رياض الأطفال الجدد المحتملين للتعرف إلى المدرسة على الطبيعة، ومشاهدة الفصول والأنشطة التعليمية والمرافق ووسائل الراحة الموجودة في المدرسة، وتقييم الأطفال المتقدمين حسب قدرتهم على اتباع التعليمات، وعرض المهارات الحركية الدقيقة والكبرى، إضافة إلى عقد مقابلة غير رسمية مع ذويهم، لافتين إلى أن «المقابلة تركز على تقييم مهارات الطلبة والتأكد من قدرة الطالب على التعلم، وتحديد أفضل خطة تعليمية له».
وشددوا على ضرورة أن توضح المدرسة أسباب رفض استقبال الطالب.
من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، أن على المدارس قبول الطلبة في مرحلة رياض الأطفال (روضة أولى وروضة ثانية)، وهي مرحلة ما قبل التعليم الإلزامي، دون أي شكل من أشكال الاختبارات أو المقابلات، مشيرة في «دليل سياسات المدارس الخاصة وإرشاداتها»، إلى أن «المدارس ملزمة بتبني نهج منفتح، يقبل الطلبة من مختلف الأعراق والأجناس لتحقيق العدل والمساواة والشفافية».
كما أكدت إلزام المدرسة بأن تسمح لذوي الطلبة وأبنائهم بزيارة المدرسة قبل التسجيل، للوقوف على أوضاعها، إضافة إلى إلزامها بقبول الطلبة من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (الحالات البسيطة والمتوسطة)، وتقديم الدعم التعليمي الإضافي المناسب عند اللزوم أو الحاجة إلى ذلك.
وأشارت الدائرة إلى أنه يجوز للمدرسة إجراء مقابلة مع الطالب من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة «الحالات البسيطة إلى المتوسطة».
كما يجوز لها أن تخضع الطالب لتقديم بعض الاختبارات لتحديد مستواه، حتى تتمكن من تقديم الدعم التعليمي والنفسي الملائمين، ولكن ليس بهدف قبول الطالب أو رفضه.
كما أكدت أن على المدارس ألا ترفض أو تمتنع عن قبول الطلبة ذوي الحالات الصحية المزمنة، السكري والربو وأمراض القلب الخلقية والصرع والسمنة، وأن توفر الدعم المناسب وفق ما تستدعيه احتياجات الطلبة.
• «التعليم والمعرفة» تحظر كل أشكال الاختبارات والمقابلات في مرحلة رياض الأطفال.
• آباء طالبوا بوضع معايير ملزمة لعمليات القبول في المدارس الخاصة، لتوفير نظام تسجيل يتسم بالشفافية والمساواة.
شروط التسجيل
أكدت دائرة التعليم والمعرفة أنه يجب ألا يتجاوز عدد الطلبة 25 طالباً في الصف الدراسي الواحد، في صفوف رياض الأطفال (روضة أولى وروضة ثانية).
وقالت إنها حظرت على المدرسة تقاضي أي ضمان مالي أو وديعة مالية أو رسوم تقديم طلب التحاق أو رسوم التحاق للمرة الأولى من ذوي الطلبة لتسجيل أبنائهم، لافتة إلى أنه «يجوز للمدرسة استيفاء رسم تسجيل الطلبة أو إعادة تسجيلهم خلال أربعة أشهر قبل بداية العام الدراسي، بنسبة لا تتجاوز 5% من قيمة الرسوم الدراسية المعتمدة، على أن تُحسم لاحقاً من الرسوم المدرسية، وتحصّل المدرسة رسوم التسجيل أو إعادة التسجيل عند تسجيل الطالب بالمدرسة وليس عند تقديم طلب لقبوله فيها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news