طوّر فريق إماراتي، تابع لمركز دبي للأمن الإلكتروني، برنامجاً أمنياً فريداً من نوعه، يكشف البرامج الضارة وعمليات الاحتيال ومواقع التصيد يحمل اسم «رزام»، ومدعوم بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبيانات الضخمة.
وأعلن المركز عن المنظومة التقنية المتطورة خلال ملتقى نظمته «خدمة الأمين»، تحت عنوان «الأمن ركيزة الاقتصاد الحديث»، مشيراً إلى أن البرنامج يعمل على تحسين قدرته الذاتية، ومتاح للجميع عبر منصة المركز، إذ يمثل وسيلة حماية متطورة من تهديدات تقنية بالغة الخطورة.
وتطرق وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد عمر سلطان العلماء، خلال مشاركة رقمية في الملتقى حزمة من الفرص المتاحة من الثورة الرقمية، كما عرّج إلى تحديات كبرى تواجه الدول والأفراد، في ظل التحول الرقمي والاعتماد إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي، منها حماية البيانات والأمن السيبراني، والتزييف العميق والأسواق السوداء الرقمية، والحروب الذاتية التي يتوقع الاعتماد فيها على الآليات المسيرة ذاتياً.
وتناول المدير التنفيذي لقطاع أنظمة وخدمات الأمن السيبراني، بمركز دبي للأمن الإلكتروني عامر شرف، خلال «ملتقى الأمين» أبرز المخاطر التي تهدد المؤسسات والدول والأفراد، وفي مقدمتها فيروس الفدية الذي ضرب مؤسسات ضخمة عالمياً، آخرها سلسلة فنادق شهيرة في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، فأصابها بالشلل، واضطرت إلى دفع 15 مليون دولار فدية لاستعادة مفتاح التشفير وبث الحياة مجدداً في خدماتها.
وكشف أن هناك قرابة 3.6 مليارات رسالة بريد خبيثة ترسل يومياً عبر البريد الإلكتروني، وأربعة ملايين دولار متوسط تكلفة عملية الانتهاك عالمياً، فيما بلغت نسبة الرسائل غير المرغوب فيها 48% من إجمالي الرسائل.
وقال شرف إن من أخطر التهديدات ما يعرف بـ«ورم جبي بي» النسخة المدمرة من تقنية «تشات جي بي تي» الشهيرة، إذ تستخدم لأغراض إجرامية وتباع خدماتها عبر الشبكة المظلمة، ومصممة لإرسال رسائل مزيفة ورموز ضارة، وصياغة أساليب احتيالية بالغة الدقة، فضلاً عن سرقة البيانات والابتزاز، بل تباع في هذه الشبكة أنماط رقمية لتغيير الدرجات والمعدلات الدراسية، ويتم سداد قيمة هذه الخدمات الضارة بالعملات الرقمية حتى يصعب تعقب صاحبها.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي مهم ومفيد في جانب كبير منه، لكنه في المقابل بالغ الخطورة عند استخدامه في جرائم إلكترونية، مثل التزييف العميق، الذي يحاكي وجوه وأصوات الأشخاص بصورة يصعب تمييزها، وتم استخدام هذا الأسلوب فعلياً في عمليات احتيال كبرى، منها عملية تمكن فيها القراصنة من الاستيلاء على 120 مليون درهم من إحدى المؤسسات.
وأضاف أن مركز دبي للأمن الإلكتروني قطع شوطاً كبيراً منذ إطلاق استراتيجية الأولى في عام 2017، والثانية خلال العام الجاري في تعزيز مرونة وأمن الإمارة والمجتمع، وحتى تكون حاضنة للابتكار، ما أسهم في تصنيف الدولة كواحد من أكثر الدول أماناً في العالم.
وأشار إلى أن المركز أطلق مؤشر دبي للأمن الإلكتروني في عام 2020، الذي تزامن مع جائحة كورونا، بهدف ربط جميع الدوائر الحكومية لحمايتها، وكشف الثغرات التي يمكن أن تكون موجودة في أنظمتها.
كما أطلق حزمة من البرامج، منها برنامج «ترس» الذي يمسح جميع المواقع الحكومية، ويتأكد من أنها خالية من الثغرات، وبرنامج «كاشف» لمسح جميع الأجهزة والخوادم، ونظام «طارش» للتأكد من سلامة البريد الإلكتروني، فضلاً عن مؤشر دبي الذي يقيس سرعة استجابة الدوائر الحكومية للهجمات.
وتابع شرف أن أحدث الأنظمة التي تبناها المركز، برنامج «رزام» الذي يمسح المواقع الإلكترونية، سواء عبر الهاتف أو أجهزة الكمبيوتر، ويكشف أي نشاط مشبوه أو وسيلة تصيد. وأوضح أنه في ظل استهداف أكثر من أربعة ملايين و100 ألف موقع بالتهديدات الإلكترونية، وتعرضها لهجمة كل 14 ثانية، صار من الضروري توفير نظام حماية متطور، ومن ثم طور فريق إماراتي بالكامل تابع للمركز، هذا البرنامج.
وأكد أنه يعد نظاماً فريداً من نوعه، مدعوماً بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبيانات الضخمة، ويعمل على تحسين قدرته باستمرار، ما يتيح فرصة تصفح الإنترنت بثقة، كما أنه مدمج كملحق ويب لمتصفح سفاري، ويعزز تأمين الهوية الرقمية والحفاظ على السلامة، وأشار إلى أنه أطلق منذ شهرين فقط، ويوجد على متجر «أبل ستور».
إلى ذلك، قال وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء، في الجلسة الرابعة بالملتقى، إن هناك حزمة من الفرص المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، مثل سوق التصنيع الذكي، وإنترنت الأشياء، والتطبيب عن بعد، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وسوق المركبات الذاتية.
وأضاف أن هذا النمو سيفتح آفاقاً مختلفة، لكن ستصاحبه تحديات كبرى، فيما يتعلق بحماية خصوصية البيانات، وتعزيز الأمن السيبراني، في ظل استهداف القطاع الخاص والمؤسسات والأفراد، سواء عن طريق الإرهاب الإلكتروني أو المجرمين الذي يستخدمون أجهزة ذكية لسرقة البيانات.
وأشار إلى مخاطر الأسواق السوداء الرقمية التي تتيح الحصول على نظم متطورة تمس أمن المجتمع، ومن ثم يجب التصدي له تشريعياً، فضلاً عن الحروب الذاتية والفجوة الرقمية بين الاستثمار ونظم الحماية.
يذكر أن الملتقى شهد إطلاق منصة البلاغات عن الجرائم الاقتصادية، الرامية إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في التصدي لهذه النوعية من الجرائم التي تشكل تحدياً كبيراً.
وقال المدير التنفيذي لمركز دبي للأمن الاقتصادي فيصل بن سليطين، في أولى جلسات الملتقى، إن دبي تنبهت مبكراً لأهمية مواكبة الاقتصاد والصناعات الأمنية للثورة الصناعية الرابعة، ووضعت الاستراتيجيات والبنى التحتية، وطوّرت البنية التشريعية لتكون عاصمة للاقتصاد الرقمي. وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك، تمت مراعاة التحديات، ومنها التوظيف السلبي وغير المشروع للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لقناعة الإمارة بأن الأمن والأمان هما المعيار الأساسي للاستثمار وجذب المستثمرين.
• البرنامج يحسن نفسه ذاتياً ويرصد الأنشطة المشبوهة وبرامج التصيد.
• 3.6 مليارات رسالة بريد خبيثة ترسل يومياً عبر البريد الإلكتروني عالمياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news