إن اندماج التكنولوجيا في كل مناحي الحياة خلق – دون شك – عالماً أفضل من المعرفة والتعليم وتطوير حياة البشر حتى حصلنا على عالم افتراضي يسمى «ميتافيرس»، وهو مصطلح بدأ في الظهور حين قررت شركة «فيس بوك» تغيير اسمها إلى «ميتا»، وبدأت مشروعاً ضخماً اسمه «ميتا فيرس» رصدت له عام 2021 نحو 10 مليارات دولار، والميتافيرس أصبح شبكة من العوالم الافتراضية وليس عالماً افتراضياً واحداً، حتى بات في حقيقته مواجهة بين عالم حقيقي وآخر افتراضي كون أن الميتافيرس هو قبل كل شيء عالم رقمي افتراضي غير مادي مُوازٍ للعالم الحقيقي من النواحي الفنية أو الاجتماعية.. وأيضاً القانونية وفي هذا الإطار الأخير فقد تم على المستوى الأوروبي تشريع قانون الخدمة الرقمية، الذي جعل المنصات الرقمية مسؤولة عن المخاطر التي يتعرض لها مستخدموها في سياق نشر محتوى أو منتجات غير قانونية، وقد يتساءل البعض هل من الممكن أن يأتي يوماً ونشاهد جريمة سرقة أو قتل أو غيرها في عالم الميتافيرس، وقبل أن تفكر عزيزي القارئ أجيبك بأن ذلك حدث بالفعل في هولندا، حيث جرمت المحكمة العليا الهولندية السرقة الافتراضية. كما أثيرت قضية في الولايات المتحدة الأميركية بخصوص لعبة تعرضت فيها فتاة أميركية شابة للاعتداء الجنسي على صورتها الرمزية، ما أثار الجدل حول ما إذا كان من الممكن مقارنة هذه التجربة بالاعتداء الجنسي في العالم الحقيقي. وفي هذا الصدد، لوحظ أيضاً بعض الانتهاكات في المساحات الافتراضية مثل الاحتيال أو التشهير أو المضايقة أو الإهانات، وهي في العالم الحقيقي جرائم. لكن هل يمكن معاقبة مرتكبيها بالطريقة ذاتها؟ في الوقت الراهن هو أمر لم يعد صعباً لا سيما وأن العديد من الدول الأوروبية دعت إلى نهج جديد أخيراً، بأن «ما هو ممنوع في العالم الحقيقي ممنوع أيضاً في العالم الافتراضي»، وفي الختام، مع وصول عالم مُوازٍ يدعي أنه مشابه للعالم الحقيقي ويتم تصميمه لهذا الغرض على تفاعلات وأفعال الأفراد في العالم الحقيقي، فمن المحتم أن تكون القضايا القانونية المرتبطة به على الأقل بعدد القضايا الموجودة في العالم الحقيقي ذاته، أو أكثر من ذلك نظراً إلى سهولة ارتكابها.
قاضٍ بالمحكمة التجارية في دبي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news