يعاني البعض عدم قدرته على أداء المهام الموكلة إليه في البيت أو الدراسة. وقد يجد نفسه محاصراً في إطار حياة اجتماعية ضيقة جداً، من دون أن يدرك أن السبب وراء ذلك هو «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، الذي أدرجته وزارة تنمية المجتمع في التصنيف الوطني الموحد لذوي الإعاقة في دولة الإمارات، في عام 2018، ضمن 11 فئة للإعاقة.
وتعمل الوزارة على نشر التوعية بهذا الاضطراب حرصاً منها على تشجيع الأسر على طلب المساعدة في وقت مبكر، للتمكن من تقديم الخطط العلاجية المناسبة للمصابين به من الأطفال والبالغين.
ويعرف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه اضطراب دماغي يؤثر في الانتباه والجلوس والتحكم في السلوك. ويحدث عند الأطفال والمراهقين، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ.
ويُعد الاضطراب العقلي الأكثر شيوعاً عند الأطفال. كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة به من الإناث.
ويرصد عادة خلال سنوات الدراسة المبكرة، عندما يبدأ الطفل في مواجهة مشكلات في الانتباه.
ولا يمكن الوقاية منه أو علاجه. لكن اكتشافه مبكراً ووجود خطة علاج وتعليم جيدة، يمكن أن يساعدا الطفل أو البالغ المصاب به في إدارة أعراضه.
وقالت الأخصائية النفسية، انتصار رضي، إن «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، معقد جداً، وإن أعراضه قد لا تكون واضحة عند البالغين إلا للمتخصصين، مؤكدة أنه «يتسبب في عجز المصاب به عن إدارة شؤونه الحياتية».
وأشارت رضي، خلال ندوة متخصصة نظمتها الوزارة، أخيراً، للتحدث عن أحدث الحقائق حول هذا الاضطراب، إلى أنه يتسبب في خلل كبير في الوظائف التنفيذية التي يقوم بها الإنسان، وبالتالي يعجز المصاب به عن إدارة شؤونه الحياتية المهمة، مثل تأدية دوره وواجباته في المدرسة والعمل، والمحافظة على العلاقات الإنسانية وتكوين أسرة وعلاقات زوجية ناجحة.
وأكدت رضي، المتخصصة في معالجة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الذي بلغ عدد المصابين به المسجلين في نظام إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة 59 مصاباً حتى نهاية العام الماضي (حسب تصريح الوزارة لـ«الإمارات اليوم»، أن نحو 90% من الأطفال المصابين بالاضطراب يعانون منه حتى مرحلة البلوغ، وذلك يعني أن عليهم التعايش معه وتقليص نتائجه السلبية على حياتهم عبر اتباع علاج متعدد النماذج، قوامه التدريب الوالدي وفهم المصاب لطبيعة المرض وتحدياته، ومشاركته في وضع خطة العلاج وفقاً لاحتياجاته وإمكاناته.
وقال الطبيب النفسي الدكتور راسيل باركلي – الذي يرجع له الفضل في وضع التعريف الحديث لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه – إن الاضطراب نمائي، أي يولد مع الإنسان ولا يصاب به لاحقاً، وإنه ينتج عن مشكلة كيميائية في نشاط الدماغ تؤدي إلى خلل في قدرة الإنسان على تأدية الوظائف التنفيذية.
وذكر باركلي أن «المصابين بالاضطراب هم شخصيات لا يسعهم أن يتصرفوا بطريقة أخرى، لأنه اضطراب بيولوجي، والأمر ليس بإرادتهم ولا يملكون القدرة على تغيير أذهانهم مع الوقت حتى لو أرادوا ذلك».
ووفقاً للتعريف العلمي الذي شرحته رضي، فاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي تصاحبه اضطرابات أخرى، مثل الاكتئاب والقلق، ينتج عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية وكيميائية عصبية وعوامل نفسية اجتماعية، ويتم علاجها بشكل أفضل باستخدام نهج شامل متعدد النماذج «بيولوجي نفسي سلوكي وظيفي اجتماعي».
وأضافت أن أحدث الإحصاءات عن المرض أظهرت إصابة نحو 16% إلى 31% ممّن لديهم فرط حركة وتشتت انتباه بنوبات مزمنة من الاكتئاب، وإصابة 53% منهم بالاكتئاب في مرحلة من مراحل العمر، وإصابة 17% إلى 25% باضطراب السلوك، وإصابة نحو 24% إلى 43% بأحد اضطرابات القلق.
وعدّدت رضي الأعراض التي يمكن أن يتسم بها أو ببعضها، ذوو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وتتضمن: الميل للتصرُّف باندفاع. وعدم التنظيم، ومشكلات في ترتيب الأولويات، وضعف مهارات إدارة الوقت، ومشكلات التركيز على مهمة محدَّدة، وصعوبة القيام بمهام متعدّدة، والنشاط المفرط أو التململ، وسوء التخطيط، وضعف القدرة على ضبط النفس، وتقلُّبات مزاجية متكرّرة، وصعوبة استمرار وإكمال المهام، والمزاج العصبي، ومشكلات في التعامل مع المواقف الضاغطة.
• %90 من الأطفال المصابين بالاضطراب يعانون منه حتى مرحلة البلوغ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news