أعلنت “مجموعة بيئة”، الرائدة في مجال الاستدامة على مستوى المنطقة، التزامها بتحقيق “صافي صفر انبعاثات كربونية” بحلول 2040 في جميع عملياتها، من خلال البناء على مبادراتها ومشاريعها التي بدأت العمل على تحقيق هذا الهدف، تماشياً مع ما توصلت إليه الأطراف المشاركة في “مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ” (كوب 28)، و”المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050″ في دولة الإمارات العربية المتحدة، والهدف العالمي لتقييد ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
وفي ختام المؤتمر الأممي المتعلق بالمناخ، أصبحت الإمارات الدولة الأولى التي تقدم تقريراً عالمياً يتضمن تقييماً شاملاً، يحث 200 دولة للوصول إلى اتفاق حول الخطط والممارسات الأساسية خلال العقد المقبل، والتي تشمل الحد من استخدام الوقود الأحفوري على مراحل، إذ نجحت دولة الإمارات بحشد تضامن عالمي غير مسبوق تجاه المناخ والعمل الإيجابي الرامي لحماية البيئة.
وبوصفها داعماً للمناخ خلال أعمال القمة، شاركت “مجموعة بيئة” في حوارات وتبادلت الرؤى والأفكار، كما أطلقت مشاريع استثنائية جديدة لمواكبة هذه التطورات، وهذا ما مكنها من إحراز تقدم ملحوظ نحو الوصول إلى “صافي الانبعاث الصفري” داخل المؤسسات التابعة لها، وفي الوقت نفسه المساعدة على تلبية تطلعات شركائها والمدن التي تنفذ فيها مشاريعها ومبادراتها.
ونجحت “مجموعة بيئة” بتحقيق تقدم كبير في خطواتها نحو الوصول إلى “صافي الانبعاث الصفري” حتى الآن، فبفضل استراتيجياتها الرامية للوصول إلى “صفر” نفايات، استطاعت “مجموعة بيئة” تحويل 90% من إجمالي النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة، وخففت من الاعتماد على المكبات ومن انبعاث الغازات الدفيئة الناجمة عن طمر النفايات في المكبات أو إحراقها، والتي تشكل 60% من مجموع انبعاث غازات الاحتباس الحراري في قطاع إدارة النفايات بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، خالد الحريمل: “بصفتها مجموعة تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً، حرصت مجموعة بيئة منذ تأسيسها على مواكبة الاستراتيجيات والخطط الوطنية المتعلقة بالاستدامة، وألهمتنا التطورات التاريخية التي شهدها مؤتمر الأطراف (كوب28) لمضاعفة جهودنا ومساعينا الرامية للريادة في مجال الاستدامة”.
وأضاف: “خلال أقل من 15 عاماً، منذ انطلاق مجموعة بيئة، نجحنا برفع نسبة تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة إلى 90%، وهي النسبة الأعلى على المستوى الإقليمي، ونواصل رفع هذه النسبة تدريجياً لتصل إلى 100% وتحقيق هدفنا المتمثل بصفر نفايات إلى المكبات، وعلى مدار الـ15 عاماً المقبلة، سنعزز استراتيجياتنا الرامية للحد من الانبعاثات الكربونية، ونتبنى ابتكارات جديدة لتتبع التقدم الذي سنحرزه لتحقيق صافي الانبعاث الصفري بحلول 2040”.
وأشار الحريمل إلى أن “الحلول المناخية تمثل جوهر أعمالنا، وقدمنا من خلال عملياتنا نموذجاً يُحتذى، ونؤكد التزامنا بمواصلة تقديم الحلول الرائدة لشركائنا والمدن التي نعمل فيها والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، وفي الوقت ذاته، نحرص على مراقبة عملياتنا لضمان تعزيز مساهمتنا في العمل المناخي الإيجابي خلال توسعنا ونمونا، وهذا هو الهدف الأساسي من التزامنا بتحقيق صافي الانبعاث الصفري بحلول 2040”.
وتقود المنظومة الشاملة لـ”مجموعة بيئة” في إدارة النفايات مسار المجموعة نحو تحويل النفايات بعيداً عن المكبات بالكامل، ابتداءً بتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات في جمع وفرز النفايات، وأسطول مركبات جمع النفايات، و”مُجمّع إدارة النفايات” الذي يقوم بفرز كافة أنواع النفايات، ويُحوّل ما تبقى من النفايات غير القابلة للتدوير إلى “محطة تحويل النفايات إلى طاقة”.
وأشرفت “شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة” التي تأسست بشراكة بين “مجموعة بيئة” وشركة “مصدر”، على تطوير المحطة بالقرب من “مجمّع إدارة النفايات” التابع للمجموعة، حيث تنتج المحطة حالياً 30 ميغاواطاً من الكهرباء لتغذية 28 ألف منزل، وتسهم في تفادي انبعاث 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وخلال “مؤتمر الأطراف” (كوب 28)، أبرمت “بيئة” شراكات استراتيجية لإطلاق مشروعين يشكلان قيمة مضافة إلى منظومة تحويل النفايات إلى طاقة، وهما مشروع تحويل مكب النفايات إلى “مزرعة للطاقة الشمسية” و”محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين”، فمع تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة، ستعمل المجموعة على إغلاق المكبات والاستفادة من مساحتها لتطوير “مزرعة الطاقة الشمسية” بقدرة إنتاجية تصل إلى 120 ميغاواطاً، في مشروع هو الأول من نوعه في المنطقة، بالتعاون مع “مصدر” و”هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة” (سيوا).
وتعد المحطة التجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين التي أطلقتها بيئة بالتعاون مع “إير ووتر” و”تشينوك هيدروجين” الأولى من نوعها على مستوى العالم، فقد جاءت بعد النتائج الاستثنائية التي حققتها المحطة التجريبية في مدينة نوتنغهام البريطانية، والتي أكدت الجدوى التجارية لعملية ذات بصمة كربونية سلبية لتحويل النفايات البلدية والصناعية الصلبة إلى هيدروجين أخضر يستخدم في خلايا وقود الهيدروجين.
وسيتم تطوير مشروعي “مزرعة الطاقة الشمسية” و”محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين” بالقرب من “مجمع إدارة النفايات” التابع لـ”مجموعة بيئة” و”محطة تحويل النفايات إلى طاقة”، ما يتيح للمجموعة تشغيل عملياتها بالطاقة النظيفة، والعمل على تحويل أسطول شاحناتها ومركباتها وآلياتها من الوقود العادي إلى خلايا وقود هيدروجين تعمل بالهيدروجين الأخضر.
وتضم “مجموعة بيئة” شركات مبتكرة متخصصة في مجال إدارة النفايات والطاقة النظيفة والمتجددة، والتحول الرقمي، والتعليم البيئي، والاستشارات في مجال الاستدامة، والنقل الأخضر، والقطاع العقاري، والرعاية الصحية، وتسهم جميعها بتحقيق هدفها المتمثل بتشكيل مستقبل المدن الذكية والمستدامة وتعزيز جودة الحياة.
وتشتمل مجموعة بيئة حاليًا على 13000 موظف يعملون في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. وفي عام 2022، افتتحت “بيئة” مقرها الجديد لإدارة كافة عملياتها، ويلبي المبنى الجديد الذي صممته المهندسة زها حديد، معايير “لييد” البلاتينية، ويٌشكّل المبنى الرئيسي نموذجاً لمكاتب المستقبل، إذ يراعي مبادئ الاستدامة والتحول الرقمي والبنية التحتية الذكية في مدن المستقبل، ويضم محطة للطاقة الشمسية ومحطة لمعالجة المياه وإعادة تدويرها، ويستخدم التكنولوجيا فائقة التطور المعززة بالذكاء الاصطناعي لترشيد استهلاك الطاقة وفقاً لعدد الجالسين ودرجة حرارة الجو والتوقيت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news