أكدت هيئة البيئة أبوظبي، أن مركز المصادر الوراثية النباتية، يعمل على توثيق الصفات الوراثية للنباتات المحلية وصون الأنواع المهمة، سعياً إلى حماية التنوّع البيولوجي والأنواع المهددة وحِفظها، مشيرة إلى أن المركز يُعدّ الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى ضمان صون بذور وأنسجة كل أنواع النباتات البرية والأنواع الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات.
وتفصيلاً، أوضحت الهيئة أن المركز الذي تم تدشينه خلال شهر مارس الماضي في مدينة العين، يهدف إلى توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوّعها ودراسة الأنواع النباتية المهمة وحفظها من خلال استخدام نهج متكامل يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات للمحافظة على التنوّع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة وإعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض.
وشدّدت على أهمية الدور الذي يلعبه المركز في تعزيز الغطاء النباتي، وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية المتدهورة، وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي العالمية ودورها الرائد في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وبناء قدرات الكوادر المحلية المتخصِّصة في المجالات الفنية والعلمية والإدارية لبنوك المصادر الوراثية النباتية، إضافة إلى دوره كمركز للأبحاث والتعليم لجميع طلاب الجامعات في الدولة، بوصفه الأوَّل من نوعه على مستوى المنطقة لعمل الأبحاث المختصة بصون واستدامة التنوُّع البيولوجي النباتي.
وأشارت الهيئة إلى أن المركز يضم مختبراً لتجهيز البذور وفحصها، وهو المحطة الأولى لوصول العينات من النباتات البرية والبذور من خارج المركز، ويُجرى فيه عدد من الفحوص المختلفة للبذور للتأكد من حيويتها وصلاحيتها للتخزين والاستخدام في عمليات الإكثار والزراعة. وقد جهز المختبر بثمانية أجهزة حديثة في العالم لإتمام العمليات المطلوبة، كما يضم مختبراً للتصنيف والمسح الضوئي لعينات النباتات البرية الذي يهدف إلى ضمان التصنيف العلمي الدقيق للنباتات وتوثيقها بشكل عينات مجففة، وكذلك كعينات رقمية إلكترونية وتضمينها في قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة، لتمكين الباحثين محلياً وعالمياً من الاطلاع على تلك العينات واستخدامها في أبحاثهم، حيث تضم المعشبة حالياً أكثر من 4000 عينة جافة، فضلا عن 2666 عينة رقمية، وغرف تبريد، وتجهيزات للحفظ في النيتروجين بدرجات حرارة تنخفض إلى -196 درجة مئوية، ما يضمن حفظ العينات لفترات طويلة الأمد تصل إلى أكثر من 100 عام.
كما يحتوي المركز على مختبر التوصيف الجيني للنباتات البرية المجهز بأحدث الأجهزة في العالم لدراسة الجينوم للنباتات البرية المحلية بهدف ضمان صونها ودراسة خصائصها، واستخدامها في مشاريع صون الموائل وإعادة تأهيلها، ورفع إنتاجية الغطاء النباتي، ومكافحة آثار تغير المناخ، وتحديد الأشكال المختلفة للنوع نفسه.
ويحتوي المركز على البيت الزجاجي الذي يمثل خمسة موائل طبيعية أساسية في دولة الإمارات العربية المتحدة (الموائل الساحلية – الصفائح الرملية – الكثبان الرملية – الأودية – الجبال) حيث زُرع فيه أكثر من 50 نوعاً نباتياً محلياً مميزاً لهذه البيئات، ويستخدم البيت الزجاجي أيضاً في إكثار بعض الأنواع النباتية خارج المواسم الزراعية، لأنه يوفر ظروفاً مناسبة للإنبات والنمو، ويُتحكم فيه بدرجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، مع تضمنه أنواعاً مختلفة من التربة لإيجاد الأجواء المثالية لنمو النباتات لفترات طويلة، ليوفر للزائر تجربة تعليمية وتثقيفية غنية.
كما يتضمن المركز منطقة العرض والتعليم، التي تهدف إلى توعية الفئات العمرية المختلفة من الجمهور والباحثين بأهمية الأنواع النباتية المحلية في الدولة والطرق المستخدمة ضمن المركز لحفظ هذه الأنواع. وتحتوي منطقة العرض على 10 تجارب تفاعلية مختلفة طوّرت بالتعاون مع أفضل الشركات العالمية، وتُعرض لأول مرة في العالم، وبطرق مبتكرة.
. 4000 عينة جافة في مختبر التصنيف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news