كشف مدير جامعة الشارقة مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، الدكتور حميد مجول النعيمي، أنه تقرر إطلاق القمر الاصطناعي المكعب «الشارقة سات-1»، يوم الأحد 18 ديسمبر 2022 من قبل شركة (SpaceX) على متن الصاروخ «فلكن» من فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية. وسيتم إرساله إلى الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل، بعد الانتهاء من الفحوص النهائية.
وقال النعيمي لـ«الإمارات اليوم»، إن كلفة القمر الاصطناعي نحو ثلاثة ملايين درهم، وشملت المواد الخاصة بالقمر وملحقاته والتصنيع ومختبر التصميم والتشغيل وبرامجه الحاسوبية، بالإضافة إلى تكاليف الإطلاق، لافتاً إلى أن البرنامج هو ثمرة تعاون بين جامعات عالمية عدة، بما فيها جامعة الشارقة، ومعهد إسطنبول التكنولوجي، حيث تم تدريب العشرات من الطلاب الإماراتيين الذين قاموا بتركيب القمر الاصطناعي بإشراف مهندسي أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، خلال السنوات الثلاث السابقة».
وأفاد بأن للقمر (الشارقة سات-1) مهمتين من خلال حمولتين، وتتمثل الحمولة الرئيسة في كاشف الأشعة السينية المُطور، والذي يقوم بدراسة الإشعاعات الصادرة من الشمس ومن بعض الأجرام السماوية في مجرة درب التبانة، ومدى تأثير الأشعة السينية في الطقس الفضائي لكوكب الأرض، أما الحمولة الفرعية فهي عبارة عن كاميرتين بصريتين لغرض التصوير لدراسة موارد الأرض الطبيعية؛ فالمهمة الأساسية للقمر الاصطناعي هي مهمة علمية استكشافية للشمس، وكذلك تدريب الطلاب على صناعة الأقمار الاصطناعية الصغيرة.
وأوضح أن العمر الافتراضي لقمر (الشارقة سات-1) ثلاث سنوات، لكن من الممكن أن تتجاوز هذه الفترة إلى أكثر من ذلك على حسب تأثير الشمس في طبقة الأيونوسفير لغلاف كوكب الأرض، لأن مدار (الشارقة سات-1) حول الأرض لا يتجاوز 550 كم؛ فهو على حدود الغلاف الجوي الأرضي.
وذكر أن التصميم والعمل في (الشارقة سات-1) كان مبنياً على التجارب السابقة للأقمار الاصطناعية المكعبة لوكالات الفضاء الأميركية والروسية والأوروبية؛ فالهندسة الفضائية تعتمد على خبرات مختلفة في جميع المجالات الهندسية، مشيراً إلى أنه تم تصنيع القمر في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك من قبل باحثين إماراتيين، بالتعاون مع كليتي العلوم والهندسة بجامعة الشارقة وجامعة إسطنبول التقنية ضمن اتفاقية تعاون بحثية.
وأوضح أن الأقمار الاصطناعية المكعبة تحظى بالاهتمام الواسع من قبل الجامعات والمؤسسات التعليمية لصغر حجمها، وانخفاض تكلفتها، بالإضافة إلى سرعة تصنيعها مقارنة بالأقمار الاصطناعية كبيرة الحجم؛ ولهذا تعد الأقمار الاصطناعية المكعبة أداة تعليمية فعّالة لتشجيع الطلاب على تصميم وتصنيع واختبار مختلف المهام الفضائية وتجربتها عملياً.
وتابع: «من أهداف مهمتنا الفضائية الأولى (الشارقة سات-1) هي توسعة مدارك الطلاب وعامة الناس، وتعريفهم بمجال الفضاء، بداية من تصميم هذه المهام الفضائية وحتى إطلاقها، من إخلال إعداد مختلف الورش والفعاليات العملية والنظرية، بما يتماشى مع توجه دولة الإمارات لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات التطور التكنولوجي في الصناعات الفضائية».
وأكد النعيمي أن مشروع (الشارقة سات-1) أسهم في تأسيس مختبر الأقمار الاصطناعية المكعبة في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، من خلال توفير الأدوات اللازمة لتطوير المزيد من المهام الفضائية المستقبلية؛ فخلال مدة العمل على المشروع تم تزويد المختبر بالمرافق اللازمة لتصميم وتشغيل القمر الاصطناعي، ومن هذه المرافق محطة العمل عالية الأداء المزودة بالبرامج المطلوبة لتصميم ومحاكاة وتحليل المهمة في بيئة الفضاء، والغرفة النظيفة الحاصلة على شهادة ISO6 والمخصصة لتركيب أنظمة القمر الاصطناعي في بيئة خالية من الملوثات، بالإضافة إلى المحطة الأرضية التي تعمل بترددات مختلفة كتردد VHF/UHF واللازمة للتواصل مع القمر الاصطناعي عند وصوله إلى مداره في الفضاء.
الدكتور حميد النعيمي:
«تصميم (الشارقة سات-1) مبني على تجارب سابقة للأقمار الاصطناعية المكعبة لوكالات فضاء عالمية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news