حدد أكاديميون مجموعة من محددات اختيار الطالب خريج الثانوية للتخصص الأكاديمي في الدراسة الجامعية، أبرزها توفير الإرشاد الأكاديمي، ورغبة الطالب وميوله الشخصية لدراسة تخصص معين، وقدرته على التحصيل العلمي، مع مراعاة الظروف المادية للأسرة، والتعرف إلى التخصصات المطلوبة لسوق العمل، وتوفير معلومات كافية حول تخصصات المستقبل، والتوعية في المدارس والجامعات المعتمدة.
وأكد الباحث الأكاديمي، الدكتور محمد خليل، ضرورة اهتمام ذوي الطلبة بتقديم الدعم والتوجيه لأبنائهم عند اختيار التخصصات الجامعية، والتركيز على قدراتهم في التحصيل العلمي، وميولهم الدراسية والعلمية.
وأضاف أن اختيار التخصص بشكل أساسي يرتبط برغبات الطلبة وإمكاناتهم العلمية والمادية ونمط شخصياتهم، لافتاً إلى ضرورة معرفة سوق العمل ومتطلباتها وتوافر فرص العمل لخريجي الاختصاصات المختلفة، سواء داخل الدولة أو في الخارج.
وذكر أن المرشد الأكاديمي في المدرسة لابد أن يكون مُلماً بكل متطلبات سوق العمل، والدراسات حول مستقبل الوظائف، والتوقعات المستقبلية للعمل المتعلق بالاختصاص الدراسي، وإمكان تأثير التقنيات الحديثة فيه واستبداله، لإطلاع الطلبة عليها، ومساعدتهم على تكوين رؤية مناسبة حول سوق العمل حتى يتمكنوا من اختيار مجال الدراسة المناسب.
من جانبه، أفاد الأستاذ الجامعي، أحمد خلف، بأن اختيار الطالب لتخصصه أصبح أكثر كفاءة وسهولة، بفضل إتاحة المعلومات وتعدد مصادرها حول التخصصات الجامعية وسوق العمل، وتنوع هذه التخصصات سواء في الجامعات المحلية أو الخارجية، إضافة إلى الطفرة التكنولوجية التي تسهم في قراءة واعية لمستقبل التعليم والعمل.
وتابع: «يعد اختيار التخصص الجامعي المناسب من أبرز التحديات التي يواجهها طلبة الجامعات، باعتباره قراراً بالغ الأهمية يتطلب تفكيراً عميقاً ومراعاة لعوامل عدة، يأتي في مقدمتها صعوبة تحديد الطلاب لميولهم واهتماماتهم الحقيقية في سن مبكرة، ما يجعل اختيارهم معقداً، إضافة إلى تأثر الطلبة بضغوط العائلة والمجتمع لاختيار تخصصات تعتبر مرموقة أو مضمونة من حيث فرص العمل المستقرة نوعاً ما، ما قد يؤدي إلى تهميش اهتماماتهم الفعلية بدلاً من اتباع شغفهم الحقيقي».
وأشار إلى أن «الاختيارات لم تعد تقليدية ومحدودة، إذ إن الاختصاصات الدراسية زادت، والأهم أن التغيرات المتسارعة جعلتنا بحاجة لاستشراف مستقبل سوق العمل بعد أربع سنوات أو أكثر يقضيها الطالب الجامعي في دراسة تخصص معين، قد تضاف إليها بضع سنوات أخرى من أجل شهادة ماجستير أو دكتوراه».
وأكد أن «دولة الإمارات تستشرف المستقبل عبر دراسات متخصصة ترصد أهم المتغيرات العالمية، وتبني التقنيات المتقدمة في الأتمتة، باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، وهي اختصاصات دراسية أصبحت تطال مجالات الوظائف اليوم وتوليها الدولة اهتماماً لافتاً، فقطاع مثل التصميم أسهم خلال مئات السنين من تاريخنا في النهوض الثقافي والاقتصادي لمنطقتنا، ويعتبر اليوم جزءاً أساسياً من الصناعات العالمية».
ولفت إلى بعض التحديات التي يواجهها الطلبة عند اختيار التخصص المناسب بعد تخرجهم في الصف الثاني عشر، تتمثل في تعدد الخيارات الأكاديمية، الأمر الذي قد يسبب إرباكاً للطلبة، وقلة الوعي المهني، بمعنى نقص الفهم لمتطلبات سوق العمل والمجالات المناسبة لمهاراتهم واهتماماتهم، والقلق بشأن المستقبل المهني.
كما أن ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة أو خارج الدولة يشكل عائقاً أمام الطلبة وأسرهم، والتنوع الثقافي، حيث إنه يؤثر في التوقعات والفرص المتاحة للطلبة، إضافة إلى التغيرات في سوق العمل وصعوبة التنبؤ بالوظائف المستقبلية بسبب التغيرات السريعة في التكنولوجيا وأدوات العمل الحديثة.
وقالت نائب مدير مجمع كليات التقنية العليا للاستراتيجية والمستقبل، سمية الحوسني، إن استراتيجية الكليات تسعى لتعزيز القدرات والمواهب، وتأكيد التميز الإماراتي الطامح للريادة والعالمية.
وتابعت أن «البرامج يتم طرحها بعد دراسة واقعية لسوق العمل في ظل الربط الإلكتروني بين الكليات وكل من وزارة الموارد البشرية والتوطين ووزارة التربية والتعليم، لمعرفة المهارات والمتطلبات الوظيفية الحالية والمستقبلية، خصوصاً أننا نتعامل مع سوق عمل مفتوحة ومتغيرة وتنافسية».
وأكدت أن «الأمر لا يرتبط بطرح برامج جديدة فقط، وإنما أيضاً بإعادة النظر وتطوير البرامج القائمة على شكل مرحلي يضمن توافر الخيارات التعليمية المتنوعة للطلبة، وتجرى حالياً إعادة النظر وتطوير 15 برنامجاً آخر تمهيداً لطرحها بما يواكب المستجدات في سوق العمل».
وأفادت جامعة أبوظبي بأن اختيار التخصص الدراسي الأكاديمي يعد أحد أهم القرارات التي سيتخذها أي طالب جامعي، إذ إن ذلك يعني حصوله على فرص عمل مرضية، ويساعده على ضمان بقائه منخرطاً في الدراسة ومتحمساً لها باستمرار طوال فترة وجوده في الجامعة، كما أنه يتحكم في مسار حياته المهنية.
وأوضحت الجامعة أن «الطالب يمكنه التأكد من اختيار التخصص المناسب من خلال تحديد شغفه الدراسي، ولذلك لابد أن يركز تخصصه على مجال يستمتع بدراسته، وكذلك لابد أن يطلب المساعدة من الخبراء في اختيار تخصصه، وأن يفكر في مستقبله العملي باختيار التخصص المناسب لسوق العمل».
• يمكن للطالب التأكد من اختيار التخصص العلمي المناسب من خلال تحديد شغفه الدراسي.
• ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة أو خارج الدولة يشكل عائقاً أمام الطلبة وأسرهم.
سمية الحوسني:
استراتيجية «الكليات» تسعى لتعزيز القدرات والمواهب وتأكيد التميز الإماراتي الطامح للريادة.
الدكتور محمد خليل:
اختيار التخصص مرتبط بإمكانات الطلبة العلمية ونمط شخصياتهم.
أحمد خلف:
نحتاج إلى استشراف مستقبل سوق العمل بعد أربع سنوات يقضيها الطالب في الجامعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news