أطلقت القيادة العامة لشرطة دبي حملتها السنوية «كافح التسول»، التي تستمر طوال شهر رمضان، بالتعاون مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وبلدية دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، بهدف الحد من السلوك غير الحضاري، ومنع استغلال أفراد المجتمع، والحفاظ على الصورة الحضارية للدولة.
وقال مساعد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد دكتور سعيد عبدالله القمزي، خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن هناك جرائم أخرى تقع وراء ستار التسول، مثل السرقة، مناشداً أفراد المجتمع ضرورة الإبلاغ الفوري حال رصد أي مشتبه فيهم، خصوصاً في المناطق السكنية.
فيما كشف مدير إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية، العميد علي سالم الشامسي، عن ضبط 1214 متسولاً خلال العام الماضي، من بينهم 499 شخصاً ضمن حملة «كافح التسول»، لافتاً إلى أن من بين الحالات امرأة اعتادت التحايل على الناس، بحمل رضيع وادعاء الحاجة، وعثر معها بعد ضبطها على 30 ألف درهم من عملات مختلفة.
ولم تخلُ ملاحظات شرطة دبي من بعض المظاهر غير المألوفة، مثل امرأة أوروبية تعمل موديلاً أو عارضة في بلدها، حملت لافتة مكتوباً عليها أريد مالاً، أريد زوجاً ثرياً، وجمعت أموالاً داخل مركز تجاري، بينما كانت ترتدي ثوباً غالي الثمن، وتتمتع بجمال أخاذ، وأخرى بالمواصفات ذاتها حملت لافتة مكتوباً عليها أريد مالاً لفتح عيادة، وتمت توعيتهما بأن هذا السلوك محظور، واتخذت حيالهما الإجراءات اللازمة.
وقال العميد سعيد عبدالله القمزي، إن شرطة دبي ترصد أساليب متنوعة سنوياً يستخدمها المتسولون لخداع أفراد المجتمع، شملت استخدام منصات التواصل الاجتماعي، والتقنيات الجديدة في جمع التبرعات، مستغلين المشاعر الروحانية، وإقبال الكثيرين على بذل الصدقات وفعل الخير.
وأضاف أنه تم ضبط نساء يستخدمن أطفالاً لابتزاز مشاعر الجمهور، بالإضافة إلى أشخاص قدموا إلى الدولة بتأشيرات زيارة، لافتاً إلى أن الحملة تستهدف مكافحة التسول بكل أشكاله، سواء التقليدية بالقرب من المساجد والمجالس والأسواق، أو غير التقليدية مثل التسول الإلكتروني، بوسائل خداع مختلفة، كطلب التبرع لبناء مساجد، أو حفر آبار، أو مساعدة مرضى.
وأكد القمزي أن شرطة دبي تحرص على تعزيز روح التعاون، وتشجيع أفراد المجتمع على فعل الخير، موجهاً إلى اللجوء إلى الجمعيات المعتمدة في الدولة، لضمان وصول الصدقات إلى مستحقيها.
من جهته، قال مدير إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية، العميد علي سالم الشامسي، إن حملة شرطة دبي السنوية لمكافحة التسول تلعب دوراً لافتاً في الحد من هذه الظاهرة، نظراً لتطور إمكانات وخبرات الفرق المشاركة، بالإضافة إلى تعاون الجمهور اللافت عبر المنصات المختلفة، مثل مركز الاتصال 901، وخدمة عين الشرطة. وأضاف أن الإدارة ضبطت خلال حملة كافح التسول 1701 متسول خلال فترة إطلاقها بشهر رمضان في السنوات الأربع الماضية، بواقع 499 متسولاً في رمضان الماضي، و318 في عام 2022، نزولاً من 458 متسولاً في عام 2021، بينما بلغ عددهم 426 متسولاً في عام 2020. وأشار إلى أن إجمالي المضبوطين خلال العام الماضي بالكامل 1214 متسولاً، بواقع 638 ذكراً، و611 أنثى، مقارنة بـ1441 شخصاً في عام 2022، بواقع 947 ذكراً، و404 إناث. بدوره، قال نائب مدير إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية، العقيد أحمد عبدالله العديدي، إن الإدارة استحدثت قسماً للرصد والتحليل، مهمته تعقب هؤلاء الأشخاص، وتحديد أساليبهم ومواقعهم لضبطهم حتى في حالة مغادرة الأماكن التي يتسولون فيها.
التسول الإلكتروني
قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، الرائد عبدالله الشحي، إن التسول الإلكتروني يمثل ظاهرة مستحدثة تحرص شرطة دبي على مكافحتها، من خلال دورياتها المتخصصة، وتلقي المعلومات عبر منصة «إي كرايم»، محذراً من مخاطر التبرع لجهات خارجية غير مرخصة، إذ لا يعرف من يقف وراءها، وأين تذهب الأموال، مؤكداً أهمية التبرع للجمعيات المرخصة في الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news