رصدت «الإمارات اليوم» لجوء مرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي إلى مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض برامجهم، إلا أن مواطنين أكدوا أن تلك الوسيلة لها سلبيات تؤثر في المرشح، إذ إنه تم ملاحظة قيام صنّاع محتوى بالدعاية لأكثر من مرشح في الإمارة نفسها، مما يُفقدهم المصداقية، فضلاً عن افتقار بعضهم للاحترافية في أشكال الدعاية.
وطالبوا المرشحين بعقد ندوات والقيام بجولات ميدانية والمشاركة في مبادرات إنسانية ووطنية لتقديم البرامج الانتخابية، لتأثيرها المباشر على الناخب عكس الاعتماد فقط على التواصل الاجتماعي.
وتفصيلاً، قال المواطن الدكتور خليفة بن دلموج، إن مشاهير «السوشيال ميديا» يحصلون على حقوقهم المادية نظير الدعاية دون النظر إلى النتيجة؛ فالأمر هدفه الربح المادي فقط، مشيراً إلى أن العامل الأهم في انتخاب المرشح هو الخبرة وخدمته للدولة في مجالات مختلفة.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «فكرة أن يقدم مؤثر في التواصل الاجتماعي دعايته لأكثر من شخص يفقده المصداقية أمام المتابعين أحياناً»، مشيراً إلى أن الدعاية أحياناً لا تكون قريبة من الواقع، ولا يحقق المرشحون ما يعرضونه ضمن برامجهم، لذلك لابد أن يعتمد الناخب على ثقافته وقراءته لمدى قدرة المرشح على تحقيق برنامجه.
فيما قال المواطن محمد إبراهيم البستكي، إن اللجوء لمؤثري التواصل الاجتماعي في الدعاية له جانب إيجابي واحد وهو سرعة انتشار البرنامج الانتخابي وأفكاره التي ينوي تقديمها، إلا أن هناك جوانب أخرى سلبية، إذ إن مشاهير التواصل هدفهم الربح المادي وبالتالي لا يمثل الأمر لهم أي قناعة، ما يفقدهم الموثوقية فيما يقدمونه من دعاية».
وتابع: «اللجنة الوطنية للانتخابات أكدت ضرورة أن يكون المؤثر الذي يُعلن للمرشحين معتمداً من قِبلها، لكن بعض المؤثرين يفتقدون للاحترافية في الدعاية السليمة، حتى لو كان لديه رخصة من اللجنة».
وقال المواطن محمد البلوشي، إن الناخب قبل أن يعطي صوته لمرشح، يجب أن يعرف رسالته الانتخابية، وهو ما يضع على المرشحين عبء القيام بجولات ميدانية بصورة أكبر سواء في المجالس أو الخدمات الاجتماعية أو الأمور الميدانية، وهنا نستطيع ملامسة الواقع، أما الاعتماد على آراء مؤثري التواصل الاجتماعي بصورة كاملة فقد لا يكون سليماً لأنها لا تتسم أحياناً بالمصداقية نتيجة الترويج لأكثر من مرشح في الوقت نفسه. وأضاف البلوشي: «منصات (السوشيال ميديا) لا تُعد قنوات رسمية في إعطاء التأثير للشعب؛ فهناك قنوات أخرى للتأثير من بينها النزول للمجتمع والحضور وسط الناخبين والمشاركة في مبادرات إنسانية ووطنية، بالإضافة إلى الكفاءة العلمية».
وأوضح أن هناك العديد من الحسابات الخاصة بمؤثرين، ولكن قد تكون مخترقة أو وهمية، وبالتالي لا يجوز أن نبني الوطنية على متابعة حساب يديره شخص آخر، فقد نخدع بأسماء شخصيات غير حقيقيين، متسائلاً: «كيف أضمن ترشيح مرشح وأنا أرى المؤثر يضع أكثر من مرشح في إمارة واحدة، وهذا لا يعطي مصداقية في تأثير الشخص ويفقده مصداقيته؟».
وقال المواطن أحمد قايد، إن وسائل التواصل الاجتماعي تحقق إضافة وسهولة في توصيل الأصوات والأفكار وهي تصلح للدعاية، ولكن لابد من بعض الأساليب الأخرى التي تضيف للمرشح مثل عقد ندوات وورش وجلسات حوارية لتقديم البرامج الانتخابية وشرح الأهداف.
وأشار إلى أن قيام مؤثرين بالترويج لأكثر من مرشح ليس به خطأ إذا كان معتدلاً، أو إذا كان المرشحون من إمارات مختلفة، ولكن إذا كان الموضوع زائداً على الحد للترويج من أجل الأرباح، فإنه يفتقد المصداقية.
وأوضح قايد أن موثوقية الوسيلة تختلف؛ فتوصيل البرنامج الانتخابي من خلال المرشح نفسه أو من الجهات الرسمية أو الجلسات الحوارية المنظمة يكون واقعه وتأثيره أكبر من ترويج مشهور أو مؤثر على التواصل الاجتماعي، لأنه قد يكون أحياناً شخصاً غير موثوق به، لكنه يوصل أفكاراً فقط، ويصبح على الناخب أن يسمع ويقيس.
• مواطنون طالبوا المرشحين بتقديم البرامج الانتخابية ميدانياً لأثرها المباشر على الناخب عكس الاعتماد على التواصل الاجتماعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news