حكم أبوان على رضيعة لم يتعد عمرها بضع ساعات.. بالحرمان من الأمان الذي ينعم به الأطفال في أسرهم وبين ذويهم عادة، إذ فرا من المستشفى عقب ولادتها مباشرة، لأنهما علما – قبل ولادتها بأيام – أنها ستولد بمرض قد يتسبب بإعاقتها في حال لم تتلق العلاج في الأسابيع الأولى من عمرها.
وتخلى الأبوان عن الصغيرة معرضين حياتها للخطر، إلا أن تدخل عدد من الجهات المعنية بحماية الطفل أنقذها في الوقت المناسب.
ووفقاً لهيئة تنمية المجتمع في دبي، التي أطلعت «الإمارات اليوم» على تفاصيل القصة، فإن المستشفى فحص الجنين، قبل الولادة بأسبوعين تقريباً، وأظهر الفحص وجود مشكلة في الدماغ تحتاج إلى تدخل سريع وعملية مستعجلة خلال الأسابيع الأولى من الولادة.
وقالت الهيئة إن الأطباء المعنيين أبلغوا الوالدين بحالة الجنين، إلا أن معرفة حقيقة وضعه الصحي كشفت قسوة قرارهما، إذ كانت الرضيعة في أمس الحاجة إليهما حين غادرت الأم المستشفى هاربة فور وضع مولودتها. كما فرّ الأب أيضاً، وانقطع عن زيارة المستشفى، لتباشر الجهات الصحية والاجتماعية والأمنية بذل كل الجهود لإنقاذ حياة الرضيعة، بداية بإبلاغ قسم حماية الطفل – التابع لهيئة تنمية المجتمع – ليباشر الإجراءات المطبقة واتخاذ تدابير الحماية المطلوبة لإنقاذ الصغيرة.
وفور تلقي الهيئة بلاغ المستشفى، بدأت الأخصائية في قسم حماية الطفل، التي كلفت بمتابعة الحالة، بجمع المعلومات الكاملة عن الأسرة ومحاولة معرفة سبب اختفاء الأبوين، ليتبين لها أنهما بخير وداخل البلاد، إلا أنهما قررا التخلي عن الطفلة.
واستمر فريق الهيئة في محاولة التواصل مع الوالدين بأساليب عدة. ولكن لم يتلق أي رد أو تجاوب منهما، ما دفع الأخصائية الاجتماعية إلى طلب الدعم من الجهات الشرطية في الإمارة، التي عممت بدورها على الأب لإحضاره لقسم حماية الطفل.
وبدأت الأخصائية الاجتماعية في فريق متابعة الحالة بعقد مقابلات مكثفة مع الأب، وشرحت له حجم المشكلة والمعاناة التي تعيشها الطفلة، كما شرحت له حجم الجرم الذي ارتكبه بوصفه ولي أمر لها والعواقب القانونية المترتبة على فعلته.
وكشفت المقابلات التي أجراها قسم حماية الطفل عن سوء وتدني الحالة المادية للوالدين نتيجة فقدان الأب وظيفته، كما أظهرت أن الأم لا تريد الطفلة وأنها ترفضها لأن المشكلة الموجودة في الدماغ قد تسبب لها إعاقة دائمة.
وركزت الاختصاصية النفسية للأم أن عليها أن تتقبل صغيرتها وأن تحميها، وأن تقوم بواجبها تجاهها بكل حب واقتناع. واستمرت جلسات التهدئة والإقناع مع الأم حتى تقبلت وجود مولودتها معها.
وأعرب الأب عن رغبته في علاج طفلته في بلده الأم، نتيجة عجزه مادياً عن توفير كلفة العملية المطلوبة، إلا أن أخصائية حماية الطفل تدخلت، بعد التشاور مع الفريق الطبي في المستشفى، لرفض سفر الطفلة نظراً لوضعها الصحي السيئ.
وباشر فريق الهيئة البحث عن جهات خيرية تسهم في توفير تكاليف العلاج لإجراء العملية حتى توصلوا لجهات مانحة مكنت الوالدين من إجراء العملية للصغيرة.
وأكدت هيئة تنمية المجتمع في دبي لـ«الإمارات اليوم» أن الطفلة حالياً تعيش بصحة جيدة مع والديها، فيما يستمر قسم حماية الطفل في الهيئة بمتابعة حالتها، والاطمئنان عليها، والتأكد من حصولها على حقوقها.
• الأم غادرت فور وضع مولودتها.. والأب انقطع عن زيارة المستشفى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news