خلال 10 سنوات.. تقليص عدد الفقراء وإنسان خالٍ من الأمراض

تحاكي محاور لـ«القمة العالمية للحكومات» أفكاراً وتنبؤات علمية وفتوحات تكنولوجية، يبحث فيها خبراء ومستثمرون في مجال التكنولوجيا المعروفة باسم «التكنولوجيا الطاغية» (أو المسيطرة). ويتوقع أن تفرض نفسها على واقع الحياة ومناحي النشاط البشري، بكل أشكاله، خلال أقل من 10 سنوات.

ويؤكد مستثمرون في حقول التكنولوجيا الرقمية، ومؤسسو شركات تقنية مختصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وغيره من القطاعات الذكية، أن التطورات التقنية قادرة على الارتقاء بحياة البشر إلى مستويات فضلى خلال العقد المقبل.

ويعتبر المؤسس التنفيذي لجامعة «سينغولاريتي»، المتخصصة في التعليم العالي، بيتر ديامانديس، الذي شارك أخيراً في مؤتمر متخصص في دبي، أحد هؤلاء المستثمرين. كما أنه أحد أهم 50 شخصية قيادية في العالم. وهو يؤكد أن «التوجهات التكنولوجية الطاغية، لها من القوة والقدرة على التأثير في حياة البشرية، ما يكفل تخليصها حتى من آفة الفقر، وحل كل المشكلات التي تعانيها شعوب العالم، بما فيها أعقد المعضلات الاقتصادية والصحية وأصعبها».

ومن أبرز تلك التوجهات، وفقاً لمختصين، حدوث تطور مذهل ومتسارع في أدوات التكنولوجيا الرقمية المتقدمة المسخّرة في قطاع التعليم والاقتصاد والاتصالات، التي وصلت – خلال عقدين فقط – إلى أكثر من 50% من سكان العالم النامي، وستتمكن خلال السنوات المقبلة من تقليص عدد فقراء العالم، من خلال الإسهام في زيادة عدد المنتمين إلى أصحاب الدخل المتوسط، نتيجة ارتفاع حجم الفرص التعليمية والوظيفية المتوافرة لأكبر عدد من سكان العالم.

ومن التوجهات أيضاً استخدام الأتمتة في ترميم جسم الكائن الحي عبر زرع تقنيات مكونة من أجهزة حاسوب عالية الدقة والتعقيد لتؤدي الوظائف الحيوية، مثل تشغيل وإدارة الجهاز العصبي المركزي للإنسان، حيث لن يبقى أي جسم بشري مشلولاً – على سبيل المثال – نتيجة ولادته بإعاقة حركية. ويتوقع كذلك أن تحدث الثورة في تكنولوجيا تعديل الجينات البشرية، التي سيسمح للعائلات بمكافحة أي أمراض جينية وراثية تتسبب في إعاقة مواليدها.

ومن التوجهات التكنولوجية الطاغية، خلال السنوات الـ10 المقبلة، ولادة أول نظام مستدام بيئياً لإنتاج البروتين على يد الإنسان.

وسيتيح النظام المعتمد على زراعة النخاع الخلوي، إنتاج اللحوم والدواجن والأسماك في أي مكان وتحت الطلب، بمواصفات غنية بالعناصر الغذائية بدرجة غير مسبوقة، وضمن ظروف تصنيع صديقة للبيئة.

وتوقع باحثون أن تصل درجة الذكاء الاصطناعي إلى مستوى ذكاء الإنسان بحلول 2030، ليتمكن عندها أي شخص لديه إنترنت من زيادة كفاءة قدراته العقلية بمجرد الاستعانة بآلة تعلم، ومجموعة من اللوغاريتمات التي تساعده على تعزيز قابليته على حل المشكلات، وتأسيس وبناء مشروعات جديدة مقابل ما يعادل مليم من التكلفة المطلوبة حالياً للقيام بالمهام نفسها.

وتضم التوجهات التكنولوجية الطاغية، السيطرة والتحكم غير المباشر لأدوات الذكاء الاصطناعي على تفاصيل الحياة اليومية، وستصبح بمثابة مساعد شخصي، يتخذ كثيراً من القرارات بالنيابة عن الإنسان، بما فيها قرارات الشراء، إذ سيتمكن من تشكيل قائمة مشتريات، واستبعاد بضائع، استناداً إلى تحليل ورصد قرارات ورغبات سابقة عند الإنسان، وعلى أساس ما يمتلكه من إمكانات لتخزين هذه الحاجات، واستناداً أيضاً لما سمعه من حواراته ونقاشاته، أو ما رصده عن اهتماماته وميوله، الأمر الذي سيرغم صناعة الإعلانات على المعاناة والانكماش لتضاؤل تأثيرها في العقل البشري الذي سيحل الذكاء الاصطناعي مكانه في اتخاذ القرارات.

أما في مجال النقل والمواصلات، فيتوقع أن تتمكن المركبات ذاتية القيادة ومركبات الأجرة الطائرة خلال السنوات القليلة المقبلة من العمل ضمن عمليات التشغيل التجاري لوسائل النقل، مقابل تكلفة أقل بكثير، وبسرعات أكبر ورحلات قصيرة جداً زمنياً، ما سيؤدي إلى ارتفاع نسبة السلامة، وتدني نسبة الحوادث (90% منها ينتج عن أخطاء بشرية)، فضلاً عن إعادة تشكيل الاتجاهات في قطاعات اقتصادية مهمة، مثل العقارات والأعمال المصرفية وقطاع التأمين والتخطيط المدني واقتصاد الأشياء.

• «استخدام الأتمتة في ترميم الجسم الحي.. عبر زرع تقنيات مكوّنة من أجهزة حاسوب عالية الدقة لتؤدي الوظائف الحيوية».

• «ثورة في تكنولوجيا تعديل الجينات.. ستسمح للعائلات بمكافحة أي أمراض جينية وراثية تتسبب في إعاقة مواليدها».

طباعة




Unblock Hotstar in UAE