أكد مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع في دبي، الدكتور عبدالعزيز الحمادي، وجود تحديات عدة تواجه استقرار الأسرة الإماراتية، أبرزها تراجع سلطة الآباء على الأبناء داخل الأسرة، محذراً من الوصول إلى مرحلة فقدان السيطرة عليهم.
وأضاف أن «مواقع التواصل الاجتماعي حملت لنا كثيراً من التحديات والأفكار الهدامة، ولابد من إجراء صيانة للمصدات الاجتماعية التي نشأنا عليها، لمواجهتها والتغلب عليها»، مشيراً إلى مجموعة القيم والعادات الإماراتية المتوارثة.
وقال الحمادي لـ«الإمارات اليوم» إن هناك سبعة تحديات أساسية: الأول يكمن في تراجع القدرة على التأثير داخل الأسرة، بسبب وجود مجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية، أبرزها التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتعرض للعالم المفتوح من دون وعي، مضيفاً أن «تراجع السيطرة داخل الأسرة أحدث ضعفاً في تنشئة الأجيال بالطريقة السليمة، وأثر سلباً في كامل البنية الأسرية».
وتابع أن «التحدي الثاني يكمن في طغيان النظرة والحاجات المادية، في وقت يجب أن تتداخل فيه عناصر تكوين الحياة الأسرية بين الزوجين، لتجمع بين الجوانب الروحية والجسدية والتربوية والإيمانية بمعايير متوازنة ومتكاملة، إلا أن كل ذلك غاب وتقهقر لمصلحة البحث، واللهاث وراء الحياة المادية».
وأضاف أن التحدي الثالث «نتج عن طغيان العامل المادي الذي ضاعف من ضغوط الحياة وانشغال الأبوين لتلبية تلك الحاجات المادية، لاسيما مع ارتفاع تكاليف الحياة في كل أنحاء العالم، الذي أدى بدوره إلى ازدياد حجم الانشغال عن شؤون الأسرة بسبب ضرورة تأمين المطالب المعيشية».
ورأى الحمادي أن «التحدي الرابع هو التعرض لمؤثرات خارجية نتجت عن ثورة المعلومات، ما أدى إلى غرق جميع أفراد الأسرة تحت تأثيرات فكرية ومادية غير سوية وغير صحية، أفضت إلى تغير غير حميد في طريقة التفكير والتصرف».
وأكد أن الانفتاح الإيجابي ضروري، ولذلك يجب أن يكون مقنناً يفيد في دعم المعارف والخبرات الضرورية المطلوبة في تأسيس البنية التحتية للأسرة وتربية الأطفال بالطريقة السليمة، مشيراً إلى أن التحدي الخامس يتعلق بالانفتاح غير المنضبط على الثقافات والقيم التي وفدت من الداخل والخارج.
واعتبر أنه «كلما كان البناء قوياً كانت مصداته أقوى وأقدر على مواجهة تأثير الأفكار الهدامة».
واعتبر الحمادي أن التأثير السادس هو تراجع تأثير دور كل من المدرسة أو الجامعة والأسرة الممتدة، نتيجة التحديات السابقة.
وأكد أن غياب أو ضعف هذا التأثير أضرّ بتنشئة الأجيال الصاعدة، وبالقدرة على المحافظة على تماسك الأسرة واستقرارها.
وتركز التحدي الأخير – وفقا للحمادي – في تغير المرجعيات وتلاشي تأثيرها، مشيراً إلى مرجعية الأم الواعية التي تغير دورها ونظرتها وصفاتها بشكل سلبي، وكذلك مرجعية المعلم المخلص ودوره وتأثيره في الأجيال، ومرجعية قدوة الأسرة الممتدة نتيجة وجود كثير من الأسر النووية التي تسكن خارج منزل الجد والجدة، معتبراً أنه أمر ممكن أن يكون إيجابياً بحد ذاته إذا لم يؤثر في ترابط الأسرة.
وقارن ذلك بحياة الأسر سابقاً، حيث كان للأسرة الممتدة، بغض النظر عن المشكلات والتحديات، تأثير إيجابي ومهم، فإذا غاب الأب كان العم أو الجد يحل مكانه، فضلاً عن مرجعية الجيران التي كانت تلعب دوراً مهماً في عملية التربية والتوجيه، إلا أنها غابت مع ضعف الترابط المجتمعي.
وعرض الحمادي مجموعة من العلاجات أو الاستراتيجيات القادرة على مواجهة تحديات الأسرة، وتتضمن تعزيز التربية الإيمانية، بدلاً من أن تتركز التربية على الانشغال بالحياة المادية البحتة، مؤكداً ضرورة إحياء منظومة قيم وأخلاق تحمي الأبناء والبنات، والكبار والصغار وكل أفراد الأسرة.
وأضاف أنه من ضمن العلاجات أيضاً تعزيز مفهوم الترابط في الأسرة، الذي يمكن تحقيقه، والتعبير عنه من خلال تمضية الأبوين وقتاً كبيراً مع الأبناء لمعرفة احتياجاتهم والسؤال عنهم والاستماع إليهم واللعب معهم، ومشاركتهم أفكارهم وهواياتهم.
وأفاد بأن على الوالدين أن يلمّا بطرق التعامل مع الأزمات والتحديات، التي يمكن أن يتعرض لها الزوج أو الزوجة، ومعرفة كيفية التعامل معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news