حذّر أطباء من الإسراف في شرب المياه، مؤكدين أن الإكثار منها دون ضرورة، قد يعرّض الشخص إلى ما يعرف بظاهرة «تسمم المياه».
وشددوا على ضرورة شرب المياه باعتدال، حسب حاجة الجسم، والابتعاد عن النصائح الشعبية المضللة التي تدعو الناس إلى شرب المياه بكميات كبيرة.
وتفصيلاً، قال استشاري طب الأسرة في دبي، الدكتور عادل سجواني، إن «تسمم المياه أمر نادر الحدوث، يصيب الشخص في حال تناول كميات كبيرة من المياه في وقت قصير، فالكلى تستطيع فلترة لتر واحد من المياه في الساعة الواحدة، كحد أقصى، وفي حال زيادة الكمية على الحد المسموح، فإنها لا تستطيع التعامل معها، ما يسبب انخفاض معدل الصوديوم في الجسم، ومن ثم تعرض الشخص لأعراض عصبية مثل الصداع والهلوسة والارتباك، وقد تؤدي أيضاً إلى حدوث تورم في الدماغ، ومن ثم الوفاة».
وتابع: «من المهم الحفاظ على معدل آمن من شرب المياه، حيث يؤدي التقليل منه أيضاً إلى حدوث حصوات في الكلى، خصوصاً خلال فصل الصيف»، مشيراً إلى أن «جسم الرجل يحتاج إلى 3.5 لترت من السوائل يومياً، في حين يحتاج جسم المرأة إلى 2.5 لتر منها، وتشمل السوائل الموجودة في الطعام».
كما شدد على ضرورة الانتباه إلى الأعراض التي قد تنتج عن زيادة شرب المياه على الحد المسموح، وسرعة مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة.
وحذرت استشارية طب الأسرة، الدكتورة ابتهال مكي، من شرب المياه بكميات كبيرة، حيث ينتج عن هذا السلوك أضرار ومخاطر على صحة الإنسان، أبرزها ما يعرف بـ«تسمم المياه»، مشيرة إلى أن التعرض لمثل هذه المشكلة كان نادر الحدوث قديماً، إلا أن بعض الحالات ضحايا النصائح المضللة التي بدأت تظهر خلال السنوات الأخيرة.
ولفتت إلى أنها عالجت مرضى تعرضوا لمخاطر صحية بسبب الإكثار من شرب المياه، أبرزها حالة لمريضة كانت تعاني حب الشباب، نصحها بعض الأشخاص بكثرة شرب المياه للعلاج منه، الأمر الذي سبب لديها نقصاً شديداً في عنصر الصوديوم، وعرّضها لخطر الموت.
وذكرت أن هذه الظاهرة أيضاً تهدد الأطفال حديثي الولادة، حيث تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء أطفالهن كميات مياه قد تعرضهم لمخاطر صحية كبيرة، مؤكدة أنه يحظر إعطاء المياه للأطفال حتى عمر ستة أشهر نهائياً، ويقصر غذاؤه على الرضاعة، التي تعطيه كل ما يحتاج من عناصر غذائية لهذه المرحلة. وقالت استشارية التغذية العلاجية في مستشفى التداوي بدبي، وفاء عايش، إن تسمم المياه أمر نادر الحدوث، إلا أنه شديد الخطورة، مشيرة إلا أنه «على الرغم من إمكانية معالجة الكلى للماء الزائد، إلا أن استهلاك كمية زائدة من الماء بسرعة كبيرة يؤدي إلى تخفيف مستويات الصوديوم في الدم».
وشرحت أن «الصوديوم عنصر أساسي يساعد على تنظيم توازن السوائل في الخلايا وحولها. وإذا كان الشخص يعاني أعراض تسمم الماء، فيجب طلب العناية الطبية على الفور».
8 أكواب يومياً
كشفت هيئة الصحة في دبي عن آلية يمكن من خلالها احتساب كمية المياه التي يحتاجها الجسم يومياً، مؤكدة ضرورة الانتباه إلى إعطاء الجسم حاجته، لتجنب المخاطر الناتجة عن قلة أو زيادة المياه في الجسم.
ولفتت إلى احتياج كل شخص إلى كميات مختلفة من المياه للحفاظ على رطوبة جسمه، إلا أنه بشكل عام ينصح ألا تقل كمية شرب المياه عن ثمانية أكواب يومياً.
وحددت الهيئة معادلة حسابية يمكن من خلالها لكل فرد معرفة حاجته اليومية من المياه، تتمثل في: وزن الجسم × 0.033 ونتيجة هذه العملية يساوي ما يحتاجه الجسم من المياه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news