تمكن والد طفلين من استعادة حضانتهما بعد 4 سنوات من الجهود التي قادتها هيئة تنمية المجتمع في دبي، والتي تم خلالها الكشف عن تعرض الأطفال للإساءة والأذى الجسدي من قبل الحاضنة “الوالدة”، في وقت أكدت فيه الهيئة أن تجربتها في تنفيذ احكام رؤية المحضونين من أطفال الطلاق، برهنت على أن الفشل في إدارة الخلاف بين المطلقين وعدم قدرتهم على التفاهم على حماية مصلحة أبنائهم، يدفع ثمنه الأطفال، إساءة واذى، وخللا نفسيا واخلاقيا.
وروى القصة لـ “الإمارات اليوم” مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع في دبي، الدكتور عبد العزيز الحمادي الذي تجاوب مع أسئلة “الامارات اليوم” بغرض التوعية، الا انه تحفظ على كثير من التفاصيل في القصة احتراما للخصوصية. وقال الحمادي إن حكاية الطفلين تعد أحد الأمثلة الكثيرة على مشكلات متشعبة وعميقة تنشأ وتظهر نتيجة عدم التفاهم بين المطلقين على كيفية حماية أطفالهم في أعقاب الانفصال، ليتسبب الفشل في ادارة الخلاف بينهما بنتائج سلبية تنال من الاستقرار النفسي والصحي للأطفال.
ووفقا للحمادي فان متابعة الهيئة لملف رؤية الأطفال بدأ حين كانت الرؤية من حق الأب وكانت رؤية مستقرة نوعاً ما وتسمح للام باصطحاب الأطفال خارجيا خلال وقت الرؤية، إلا انه بعد عدة أشهر تم الحكم للأم بحضانة الطفلين وتبلغت الهيئة بقرار تنفيذ الرؤية الذي يسمح للاب برؤية الأطفال مع اصطحاب خارج مقر الهيئة.
وأفاد الحمادي بأن تنفيذ حكم رؤية المحضون يتم في مقر هيئة تنمية المجتمع في دبي بأمر من المحكمة، لتفادي تسليم المحضونين للرؤية في دار القضاء، أو أقسام الشرطة، وذلك بهدف تهيئتهم من قبل المختصين ودعمهم نفسياً، كونهم نشأوا في أسر غير مستقرة.
وتابع أن الهيئة بدأت ترصد بعض الملاحظات خلال تنفيذها حكم رؤية الطفلين لصالح الأب، والتي كشفت عن تعرض الطفلين للإهمال، والذي ظهر في عدم النظافة الشخصية للشعر والأظافر، وايضا ارتدائهما ملابس غير نظيفة وغير مرتبة، مضيفا أن الفريق المختص لأحظ أيضا تغير سلوك الأبناء الذين باتوا يستخدمون ألفاظ غير مهذبة، ويتعاملون بسلوك عدواني، لدرجة التشاجر سوياً خلال وجودهم في مقابلات الرؤية. وأضاف أن مظاهر الإهمال تلك باتت واضحة ودائمة على الطفلين حتى جاء ما هو أخطر منها، اذ تم اكتشاف علامات بسيطة على الجسد نتيجة تعنيف الحاضنة “الأم” لهما وذلك بحسب إفادة المحضونين.
وتابع الحمادي أن فريق متابعة حالة الطفلين علم بتلقي الحاضن نفس الملاحظات من مدرسة الطفلين، بالإضافة إلى اعلامه بأن هناك انخفاض كبير في درجاتهم المدرسية وانهم يهملون في متابعة دروسهم ولا يقومون بتسليم الواجبات المطلوبة.
وأضاف الحمادي أن الإخصائيين الاجتماعيين أجروا مقابلات مكثفة مع الطفلين على ضوء كل المعلومات والملاحظات التي تم جمعها، وذلك للتأكد من حالتهم النفسية والصحية، كما تم عقد لقاءات مكثفة مع الأم لتوجيهها بما فيه مصلحة المحضونين، مشيرا الى ان ذلك كله توازى مع رفع الهيئة لتقارير دورية للقضاء استمرت لفترة، الى ان استطاع الأب استرداد حضانة الطفلين بعد 4 سنوات نتيجة سوء أحوال الأطفال خلال عيشهم مع الحاضنة التي أعطيت العديد من الفرص لتحسين معاملتها وأدائها دون أي جدوى، الأمر الذي أعاد الأطفال مجددا لحضانة الأب.
وأكد الحمادي أن اضطلاع الهيئة بتنفيذ رؤية المحضون الموكل اليها من محاكم دبي، يعد مهمة أساسية تساهم في الحفاظ على صلة الطفل بأحد الأبوين وذويه، موضحاً أن الشريحة المستفيدة من الخدمة تتضمن أسر الطلاق والانفصال، والأسر التي توفي فيها أحد الوالدين أو سُجن، وآلت فيها الرؤية للجدين أو الأقارب.
وقال إن مشكلات أطفال الطلاق المحضونين من أحد الأطراف تحتاج متابعة حثيثة للتأكد من أن الأطفال يعيشون في بيئة أسرية واجتماعية سليمة، لافتا ان هناك نسبة من المطلقين، وان كانت ضئيلة، يتصرفون بطريقة حضارية واخلاقية رفيعة المستوى، إذ يتفاهمون على تقاسم الاعتناء بالأطفال ورعايتهم من دون أي مشكلات، ما يعود بالاستقرار النفسي على الوالدين والأطفال على حد سواء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news