حددت هيئة البيئة في أبوظبي 656 موقعاً لمراقبة التربة والتنبؤ بتلوثها في الإمارة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد عبر الطائرات بدون طيار.
وأكدت تحليل أكثر من 1376 عينة لفحص 35 عنصراً وملوثاً، بهدف فهم تأثير الأنشطة البشرية على جودة التربة، وتحديد المناطق التي تتطلب مزيداً من البحث أو المعالجة.
ووضعت الهيئة أربعة أهداف رئيسة لسياسة المحافظة على جودة التربة في الإمارة، تشمل: تعزيز أطر التنظيم والرقابة على التنفيذ، واعتماد نظم الإدارة المستدامة للأراضي والتربة، والمحافظة على جودة التربة وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية، لضمان الإدارة المستدامة للتربة في الإمارة، ومكافحة تدهور جودتها، والحفاظ على وظائفها الأساسية والخدمات الحيوية لاستخداماتها الحالية والمستقبلية، بجانب المساهمة في حماية البيئة البرية، بما في ذلك التنوع البيولوجي داخل المحميات البرية للإمارة.
وأظهرت إحصاءات الهيئة أن برنامجها لمراقبة جودة التربة يوفر بيانات مهمة لتوجيه استراتيجيات وسياسات إدارة التربة، ما يؤدي إلى المحافظة على صحة الإنسان، وضمان تحقيق الاستدامة البيئية في أبوظبي.
وتسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في البرنامج في تحديد مصادر تلوث التربة، وتقييم مداه، وتنفيذ الإجراءات التصحيحية، لتحسين جودة التربة وضمان الإدارة المستدامة للأراضي.
وأوضحت الهيئة أن برنامج مراقبة التربة مصمم أساساً لتقييم مستوى الملوثات، لافتة إلى التوسع فيه، وتحسين أدائه باستخدام أحدث التقنيات لقياس مستوى المعادن الثقيلة عن طريق الاستشعار عن بعد بالأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والمقاييس الطيفية المحمولة باليد، حيث يتم التحقق من صحة البيانات من خلال عينات التربة التي يتم جمعها ميدانياً.
وأكدت تنفيذها خمس رحلات يومية لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والدرون، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
وشددت على أن الاستشعار عن بعد يسهم في تمكينها من اكتشاف ورصد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمنطقة ما من مسافة بعيدة.
كما يسهل استخدام الاستشعار عن بعد، وكذلك معالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، اكتساب فهم أفضل لصحة التربة.
وتُقدم صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة من الفضاء أدلة تتسم بالموضوعية والشفافية والقابلية للتكرار، الأمر الذي يعزز من جهود الهيئة لحماية البيئة ومراقبتها بشكل أكثر كفاءة.
وأشارت إلى أن عملية المراقبة تتم عبر منهجية علمية لجمع العينات لأنواع مختلفة من الأراضي، باستخدام أساليب معتمدة من الأيزو ISO.
وتابعت أن البرنامج يدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الوفاء بالتزاماتها ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD، والسعي إلى تحييد تدهور الأراضي. وتعتبر الهيئة مشاركاً نشطاً في المنتديات الدولية، مثل لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر CRIC-21، حيث تسهم في تحقيق الأهداف البيئية العالمية.
جدير بالذكر أن الهيئة بدأت برنامج مراقبة جودة التربة في عام 2018 لتقييم تأثير الأنشطة البشرية على موارد الأراضي والتربة، ووضع أسس لخطط الإدارة المستقبلية، وسياسات الحماية واللوائح المتعلقة بالتربة.
ويتميز البرنامج بأنه أول برنامج مراقبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحصل على شهادة الأيزو.
البيانات الدقيقة
أكدت هيئة البيئة في أبوظبي أنها قادرة، من خلال الذكاء الاصطناعي، على استخدام خوارزميات موجزة لإنتاج بيانات دقيقة من شأنها المساعدة على فهم الصورة الأكبر بشكل كامل حتى تتمكن من الحفاظ على تربة الإمارة للأجيال المقبلة.
وذكرت أن المعطيات التي يتم جمعها من خلال الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار – التي تستخدم لتغطية مساحات كبيرة في فترة زمنية قصيرة جداً – تسرّع عملية جمع البيانات، وتؤدي إلى توفير علاجات سريعة لحماية التربة، والتخفيف من تأثير التحديات.
• 656 موقعاً حددتها هيئة البيئة في أبوظبي لمراقبة التربة والتنبؤ بتلوثها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news